اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ركز مقال الكاتبة نسرين مالك بصحيفة الغارديان، یوم الثلاثاء، على ما وصفته بـ"الحرب على النساء في غزة"، متسائلة "هل سيتجاهلها الغرب حقا، لأنهن لسن مثلنا؟
أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي في جميع أنحاء العالم. ولكن من يركز على نساء غزة اللاتي سعين بشجاعة قبل الحرب الحالية لمحاربة الجهل وتقديم المساعدة الطبية للنساء المصابات بسرطان الثدي في مجتمع محافظ وأبوي؟ لكنهن اليوم يعشن في مواجهة يومية مع الموت بغياب العلاج والغذاء الصحي وحتى المسكنات بالإضافة إلى أهوال الحرب.
تعاني الفلسطينيات من افتقادهن للخصوصية بمراكز النزوح جنوب قطاع غزة المحاصر، وسط ظروف قاسية يواجهنها لتوفير أدنى مقومات الحياة.
وسط استهداف الاحتلال الإسرائيلي المستمرّ قطاع غزة، قد يوصَف الواقع الذي تعيشه الغزيات بأنّه مرير، على خلفية التهجير الذي يتعرّضنَ له وعائلاتهنّ بعد تركهنّ بيوتهنّ ولجوئهنّ إلى مراكز إيواء، لا سيّما في المدارس. فخصوصيّتهنّ تبدو مفقودة، بطريقة أو بأخرى، في المراكز التي تؤويهنّ، في حين أنّ إغلاق المعابر وإطباق الحصار على غزة أثّرا سلباً على إدخال المستلزمات الصحية الخاصة بالمرأة إلى القطاع.
تفاقم أزمة جديدة معاناة النساء في قطاع غزة مع استمرار الحرب، وتشمل الفوط الصحية الخاصة بهن التي انقطع وجودها في الأسواق خلال الأيام الأخيرة؛ بسبب إغلاق المحلات التجارية أبوابها وأيضاً المعابر التجارية، وتوقف المصانع المحلية عن العمل، فتحوّل العثور عليها بالتالي إلى أشبه بإنجاز كبير مع استمرار الحرب وآلة القتل والدمار.
تعيش النساء -تماما كما الرجال- آثار الحروب، وغالبا ما يتغاضين عن آلامهن وحزنهن، ويتحدين أوجاعهن ليصنعن لأسرهن حياة معقولة من لا شيء، ويحافظن على "أمان" الأسرة ولو تحت "القصف الإسرائيلي المتواصل" على غزة.
يتابع العالم أجمع كابوس أحداث قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لغزة، ولا تظهر في الأفق القريب أي بادرة أمل على انتهائها.