اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وسط خيام مهترئة وتحت هدير الطائرات الحربية، يستعد آلاف الطلبة الجامعيين في قطاع غزة لتقديم امتحاناتهم النهائية في ظروف غير مسبوقة، ومع توقف العملية التعليمية داخل الحرم الجامعي بسبب العدوان المتواصل، بات التعليم الإلكتروني الخيار الوحيد، لكنه لم يعد مجرد وسيلة تعليمية، بل تحوّل إلى معركة يومية يواجه فيها الطلبة تحديات نفسية وتقنية خانقة.
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين يوم الاثنين، ونقلاً عن محاميتها بعد زيارتها لسجن"الدامون"، بأن الاسيرات يتعرضن للانتهاكات المستمرة من قبل إدارة المعتقل.
يقول المثل العربي: "لا صوت يعلو فوق صوت الجوع". الآن، أصبح هذا المثل حقيقة مؤلمة تحيط بنا، وتتفاقم مع كل يوم يمر. لم أتخيل يوما أن الجوع يمكن أن يكون أشد رعبا من القنابل والقتل. لقد باغتنا هذا السلاح، وهو شيء لم نعتقد قط أنه سيكون أكثر وحشية من أي شيء آخر واجهناه في هذه الحرب التي لا نهاية لها.
في قطاع غزة حيث تحوّل الخبز إلى أمنية، والماء النقي إلى غنيمة، وحياة الأطفال إلى سباق يومي محموم ضد الجوع، تعيش آلاف العائلات على حافة الفناء الإنساني. ليست الحرب وحدها هي ما يسحق سكان غزة، بل استمرار الحصار، وانهيار النظام، وتواطؤ الصمت الدولي.
في أحد مطابخ الحساء المكتظة وسط مدينة غزة، تتنقل هبة الغماري، وهي أم لـ3 أطفال، بين الأواني الفارغة في محاولة يومية لتأمين وجبة تسد رمق صغارها، وسط أزمة غذاء خانقة تُخيّم على القطاع.
لم تكن تعلم والدة سيلا أن عشق طفلتها للضوء لم يكن ترفاً طفولياً، بل عارضا مرضيا في عينيها المصابتين بمياه بيضاء، الأمر الذي ازداد سوءاً بسبب تأخر علاجها في الخارج، نتيجة الإغلاق المفروض على قطاع غزة، ما يهدد بفقدان بصرها بالكامل.
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” من أن أطفال قطاع غزة يموتون بمعدل غير مسبوق وسط المجاعة وتدهور الأوضاع؛ بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
في قطاع غزة، المحاصر منذ ما يزيد عن تسعة أشهر، يواجه أكثر من مليون امرأة وفتاة خطر المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، في ظل عدوان إسرائيلي متواصل دمّر البنية التحتية وعطّل إيصال المساعدات، وأدخل السكان في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
داخل خيمة متهالكة لا تصلح للعيش، تقف أم أحمد شامخة رغم الإنهاك الذي ينهش جسدها وروحها. فقدت طفلتها خلال العدوان الإسرائيلي، وبقيت مع أربعة أطفال بينهم أحمد وعمر، طفلان يعانيان من اضطرابات طيف التوحد بدرجات متفاوتة، لكنهما يشتركان في وجعٍ صامت لا ينطق به سوى النظرات والإيماءات.
قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن الشعب الفلسطيني يعاني من كارثة إنسانية لا نظير لها في التاريخ الحديث، على يد من يدعون من غير حق أنهم حفدة الناجين من جحيم النازية، والذين لا يتورعون عن القيام بأكثر الأعمار إيغالا في الوحشية والدموية، تقتيلا وتدميرا وتشريدا لمئات الآلاف من الفلسطينيين.