اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
لمرض الزهري تاريخ طويل وراءه إذ يعود الحديث عنه والاعتراف به إلى القرن الخامس عشر، لكن هل يمكن أن تصبح هذه العدوى المنقولة جنسيًا ، والتي يطلق عليها أحيانًا “المرض الفرنسي” أو “مرض نابولي” ، مرض قرننا؟
كثيرا ما شوهدت حالات مرض الزهري بشكل رئيسي لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع أشخاص من نفس الجنس، ولكن البيانات الصحية في بعض أنحاء العالم تشير إلى انخفاض عدد الحالات بين الرجال، مع تسجيل زيادة في معدلات الإصابة لدى النساء. وبعيدًا عن كونها مسألة مساواة بين الجنسين، فإن هذه الملاحظة تدعو إلى ظاهرة أخرى وهي انتقال العدوى، من الأم إلى طفلها.
في الولايات المتحدة تم تسجيل ۳۰ ألف حالة انتقال لمرض الزهري من الأم إلى الطفل في العام ۲۰۲۱، وهو رقم وصفه مسؤولو الصحة بـ “المرتفع بشكل غير مقبول”.
وترتفع نسب الإصابة بمرض الزهري الخلقي في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإن انتقال مرض الزهري أثناء الحمل إلى الطفل قبل الولادة قد أن يكون له عواقب وخيمة كالإجهاض، ولادة جنين ميت، الولادة المبكرة ولادة رضيع ذي مناعة ضعيفة أو الموت بعد الولادة بأيام قليلة. في العام ۲۰۲۱ سجل الأطباء وفاة ۲۲۰ رضيعا بعضهم وُلد ميتا، وكذا تسجيل إصابات خلقية أكثر من ثلاث مرات في العام ۲۰۲۰ بالمقارنة مع عام ۲۰۱۶٫
“يتفق المجتمع العلمي للصحة العامة على أن زيادة الأمراض المنقولة عبر الاتصال الجنسي بما في ذلك مرض الزهري، قد تكون مرتبطة باختلال موارد الوقاية من تلك الأمراض أثناء الوباء”، على حدّ قول ماريا سوندارام، الباحثة المساعدة بمعهد مارشفيلد كلينك للأبحاث في ويسكونسن.
وخلال السنوات الأخيرة أيضًا، تمّ استخلاص أن أعلى الأرقام بخصوص الإصابات سُجل بين السيدات الأمريكيات ذات الأصول الإفريقية والأصول الإسبانية.
تُشير الدكتورة سوندارام إلى أنّ الأمر “يعكس عدم المساواة والعنصرية الكامنة التي لا تزال قائمة في بنيتنا التحتية الطبية والصحية العامة”. يضاف إلى ذلك وصمة العار المستمرة لمرض الزهري والحواجز اللغوية المحتملة.
كما أن الفئات الأكثر ضعفا من النساء مثل اللائي فقدن منازلهن أو اللاتي يعانين من الإدمان على المخدرات، هن أيضا الأكثر تضررا من هذا المرض.
وقد تفاقمت هذه التفاوتات بسبب جائحة كوفيد-۱۹ في جميع أنحاء العالم، في الوقت نفسه، تغير مفهوم الأمراض المنقولة عبر الاتصال الجنسي منذ تسعينيات القرن الماضي وفي هذا الشأن يوضح لياندرو مينا، مدير قسم المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها والمسؤول عن قسم الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً: “خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لم يعد يحفز الناس على استخدام الواقي الذكري وتبني استراتيجيات أخرى للوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي”.
بالنسبة لخبراء وعمال القطاع الصحي الحل واضح، إذ تبقى حقن البنسلين هي العلاج الأفضل، ومن الضروري مضاعفة الاختبارات وتوعية المواطنين بشكل أفضل. لتحقيق هدف مزدوج: محاربة التمييز بين المرضى، وتشجيع الممارسات الجنسية الآمنة.
المصدر : euronews