اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
واحتاجت كوفنتري، التي أصبحت الرئيسة العاشرة لأعلى هيئة رياضية في العالم، لجولة اقتراع واحدة فقط، لتتغلب على منافسيها الستة بأغلبية ۴۹ صوتاً.
وصوت أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية الذين يفوق عددهم المئة، خلال اقتراع سري في اليونان، خلال اجتماع الجمعية العمومية الـ ۱۴۴ للجنة الأولمبية الدولية، لاختيار خليفة الألماني توماس باخ الذي أمضى ۱۲ عاماً في هذا المنصب الرفيع.
ومن أصل ۹۷ صوتاً ممكناً، حصدت كوفنتري أغلبيتها المطلقة، فيما ذهب ۲۸ صوتاً للإسباني خوان أنتونيو سامارانش جونيور، نجل الرئيس الأسطوري السابق للّجنة، خوان أنتونيو سامارانش، الذي ظلت فترة ولايته (۱۹۸۰ – ۲۰۰۱).
وجاءت النتيجة مخيبة للورد البريطاني، سيباستيان كو، الذي تحصل على ۸ أصوات، بينما حصد الفرنسي دافيد لابارتيان ۴ أصوات ومثلها للياباني موريناري واتانابي، وصوتين لكل من البريطاني- السويدي، يوهان إلياش، والأمير الأردني فيصل بن الحسين الذي كان يطمح لأن يصبح أول عربي يترأس هذه اللجنة.
وعزا المختص في الشؤون الأولمبية في جامعة لوزان السويسرية، جان- لو شابليه، لبي بي سي، فوز كوفنتري إلى أن “أغلب النساء (الأعضاء) صوتوا لصالحها” إضافة إلى “بعض الرجال”.
وفسر شابليه فوزها كأول امرأة ستشغل المنصب الرياضي الأكثر نفوذاً، بأنه “تغيير في عصر اللجنة الأولمبية الدولية الذي بدأه باخ وسيستمر مع كوفنتري”.
وفي عمر ۴۱ عاماً، باتت كوفنتري أصغر شخص يشغل هذا المنصب، وقالت إن “هذه لحظة رائعة، عندما كنت فتاة بعمر التاسعة، لم أكن أتخيل نهائياً أن أقف هنا أمامكم، وأرد الجميل لحركتنا الرائعة”، ووعدت الرئيسة الجديدة بأن تجعل زملاءها “فخورين جداً”.
وقال شابليه إن المرشحين سامارانش جونيور وكو، اللذين كانا أقوى منافسين لكوفنتري، خسرا لأنهما “مثلا الحرس القديم”، معتبراً أن اللجنة الدولية أصبحت “حركة شبابية”.
وتعد كوفنتري أنجح رياضية في القارة الأفريقية، حيث لم يتمكن أي رياضي آخر من الفوز بعدد أكبر منها من الميداليات في الألعاب الأولمبية، وفق اللجنة الأولمبية الدولية.
وحصدت كوفنتري سبع ميداليات أولمبية من أصل ثماني ميداليات حصلت عليها بلادها حتى الآن في الألعاب.
وتركز سجلها الأولمبي في دورتي أثينا (۲۰۰۴) وبكين (۲۰۰۸)، مع تحقيقها ذهبيتين في سباق ۲۰۰ متراً سباحة ظهراً، وإضافة إلى أربع فضيات وبرونزية، علماً بأنها شاركت في ۵ دورات أولمبية بدءاً من سيدني في عام ۲۰۰۰ حتى اعتزالها عقب ريو عام ۲۰۱۶٫
كما فازت كوفنتري بثلاث ذهبيات في بطولة العالم، وتعتبر واحدة من أفضل السباحات في العالم على مستوى سباحة الظهر والمتنوعة، بحسب اللجنة الدولية.
وقالت كوفنتري، التي عينت وزيرة للرياضة في بلادها في سبتمبر/ أيلول ۲۰۱۸، في بيان عبر موقع اللجنة الأولمبية الدولية، “أنا فخورة جداً بأن أكون أول امرأة ترأس للجنة الأولمبية الدولية، والأولى أيضا من أفريقيا. آمل في أن يكون هذا التصويت مصدر إلهام لكثيرين. لقد تحطمت الحواجز اليوم، وأنا مدركة تماما لمسؤوليتي كقدوة يحتذى بها”.
وتأمل أفريقيا أن يؤدي نجاح كوفنتري، إلى زيادة فرص القارة في استضافة الألعاب الأولمبية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، رحبت اللجنة الأولمبية الدولية باهتمام جنوب أفريقيا باستضافة دورة ألعاب ۲۰۳۶إ إذ من المتوقع أن تتنافس مع الهند ودول في الشرق الأوسط لاستضافة الحدث.
وقال مدير التسويق السابق في اللجنة الأولمبية الدولية، مايكل باين، لبي بي سي، “ليس هناك شك في أن تأثير أفريقيا على الرياضة العالمية سينمو” بعد انتخاب كوفنتري.
وأكد شابليه أن كوفنتري: “ربما تساعد في تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في عام ۲۰۳۶ في إسطنبول أو في دولة في أفريقيا إذا كان هناك دولة مرشحة”.
وانضمت كوفنتري إلى اللجنة الأولمبية الدولية عام ۲۰۱۳، وترأست لجنة الرياضيين، وهي عضو في اللجنة التنفيذية منذ ۲۰۱۸، كما ترأس منذ عام ۲۰۲۱ لجنة التنسيق للألعاب الأولمبية ۲۰۳۲ في بريزبين في أستراليا.
وقال مطلعون على شؤون اللجنة الأولمبية الدولية لبي بي سي، في منتجع كوستا نافارينو الفاخر في اليونان حيث جرت الانتخابات، إن كوفنتري كانت المرشحة المفضلة لباخ، بينما نفى الألماني ممارسة ضغوط لصالحها، مشيراً إلى أن العملية سارت بشكل عادل.
وتبدأ ولاية كوفنتري التي تمتد لثماني سنوات، في ۲۳ يونيو/حزيران المقبل، علماً بأنه يمكن تمديدها لأربع سنوات إضافية، بحسب اللجنة الأولمبية الدولية، ما يعني أن باخ سيبقى في منصبه حتى ذلك التاريخ.
وعلّق باخ على انتخاب كوفنتري: “أرحب بحرارة بقرار أعضاء اللجنة الدولية واتطلع لتعاون وثيق في الفترة الانتقالية، لا شك بأن مستقبل الحركة الأولمبية ناصع وأن القيم التي نتمسك بها ستستمر لعدة سنوات”.
وستكون أول دورة ألعاب أولمبية ستشرف عليها كوفنتري، دورة الألعاب الشتوية في “ميلانو – كورتينا” في إيطاليا ۲۰۲۶، التي يفصلنا أقل من عام على افتتاحها.
واعتبرت كوفنتري أن “التواصل سيكون المفتاح” في علاقتها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ستكون بلاده مضيفة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس ۲۰۲۸٫
ورأى شابليه أن كوفنتري “ستعيد ثقة الرياضيين في سير عمل النظام الأولمبي”، مشيراً إلى أن “سياسات باخ بالوحدة في التنوع ستستمر، وسيحصل الرياضيون على دعم مباشر أكبر في سعيهم لأن يصبحوا أولمبيين”.
وتعهدت كوفنتري بفرض حظر شامل على مشاركة النساء العابرات جنسياً المتنافسات في المسابقات الأولمبية النسائية، مؤكدة أنها ستحمي النساء الرياضيات وأن العدالة والسلامة لهما أهمية قصوى.
وباعتبار أن كوفنتري هي ممثلة سابقة لرياضيي اللجنة الأولمبية الدولية في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، يعتبر شابليه أن “إحدى أولويات” الرئيس الجديد للجنة، هي “حل النزاع” بين الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) ونظيرتها الأمريكية (يوسادا) لأن “استمراره قد يعرض دورتي لوس أنجلوس الصيفية في ۲۰۲۸ وسولت ليك الشتوية ۲۰۳۴ للخطر”.
وتتهم الوكالة الأمريكية (وادا)، منذ نحو عام، بتجاهل استخدام ۲۳ سباحاً صينياً للمنشطات عام ۲۰۲۱٫ وتعرضت وادا، العام الماضي، لانتقادات شديدة بسبب السماح لسباحين صينيين ثبتت إيجابية اختباراتهم لمادة تريميتازيدين المحظورة، بالمشاركة في أولمبياد طوكيو ۲۰۲۱٫
ومن بين التحديات الأخرى التي ستواجه، كوفنتري، هي إعادة روسيا إلى المشاركة في الألعاب الأولمبية.
ومُنعت روسيا من المشاركة في أولمبياد باريس، العام الماضي، بسبب غزو أوكرانيا في ۲۰۲۲، بعد أيام من انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.
المصدر : بي بي سي