اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
يستهدف الاحتلال منذ اليوم الأول من الحرب، بشكل مباشر، العلماء والقادة والأكادميين والناشطين والفنانيين، ومنهم في هذه اليوم من ۱۹ من أكتوبر الفنانة المبدعة محاسن الخطيب، التي سبق لبنسفج استضافتها في حوار كانت فيه الإنسانة الشغوفة المعطاءة المحبة المرهفة، تبدع لوحات ملونة مليئة بالحب والحياة.
فقدنا اليوم محاسن ولكن يبقى أثرها في فنها وكلماتها ولوحاتها…
رحلت محاسن
اغتال الاحتلال صباح هذا اليوم، التاسع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب، بعد قصف طائرات الاحتلال الغاشمة، منزلها في مخيم جباليا المحاصر شمال قطاع غزة.
ولطالما كتبت محاسن منذ اليوم من الحرب ورسمت معبرة في فنها عن غزة وأهلها الصامدين. نشرت عن صبرهم والتحدي المزروع في قلوبهم رغم التجويع والحصار والموت الذي يخنق أهل غزة والشمال ومؤخرًا مخيم جباليا الذي يشدد الاحتلال حصاره منذ أكثر من أسبوعين.
درست، محاسن، أو محاسن الصدف كما تحب أن تسمي نفسها، كما ذكرت في مقابلة سابقة في بنفسج، تخصص الرياضيات، بناء على رغبة أهلها، ولكنها عشقت الرسم الرقمي منذ فترة مبكرة من حياتها، ولكنها خاضت التحدي وقررت أن تخوض غمار هذا المجال بكل ما فيه من حب وجمال بعد أن تخرجت.
اهتدت محاسن إلى شغفها، رسم الكاركتير والديجيتال آرت، ومع ذلك لم تستطع الدخول في المجال لعدم امتلاكها جهاز لابتوت، فأصبحت ترسم جداريات في الشارع حتى تستطيع جمع المال والتدرب ف يدورات رسم إلكتروني، وهي، كما لا يخفى على أحد، باهظة الثمن.
عملت محاسن في مجال الرسم الكاريكاتوري، ورسم الديجتال، وأعالت عائلتها لسنوات عديدة، وبدأت تفتتح دورات إلكترونية، وبهذا خطت خطوات نجاحها رغم كثر من المعوقات حولها.
ولأن قرار “معيلة البيت” ليس بهذه السهولة، كانت محاسن تقضي أكثر أيامها دون نوم لتزيد من راتبها تبعًا لاحتياجات منزلها، تضع احتياجات الشهر، وعلى هذا الأساس تعمل، كالأب تمامًا، عائلة كاملة تنتظر عودتها بشيء، وبذلك صار الرسم الذي استهزأ به الجميع ورفضه في البداية معجزة، ينقذ أهلها من أزمتها، ويساعدها ليزيد أيامها ألوانًا.
تقول محاسن في حوار سابق لها على منصة بنفسج: “بدأت حياتي تتغير، أن يتحول الرسم إلى راتب شهري يعيل عائلتي، أن تتغير نظرة المجتمع كلها لي، أن أصير معيلة البيت، إنه أصعب قرار اتخذته في حياتي، ألا أجعل عائلتي تحتاج أحد، وأوفر لها المستوى المعيشي الذي كانت عليه، نعم لم نكن من البداية ضمن الهاي كلاس، لكننا كنّا عائلة مستورة”.
منذ بدء محاسن الرسم الكاريكاتوري، والديجتال، وهي ترسم بروح فلسطينية من غزة، تحاكي فلسطين في رسوماتها وألوانها، عن التحدي والمقاومة والصبر والتضحية وحب الحياة، عن حق العودة، وعن الحرب، وأخيرًا الصمود، إذ لطالما نشرت محاسن على صفحاتها قائلة إنها صامدة ولن ترحل من الشمال، باقية وعائلتها، حتى استشهدت رحمها الله، لظل أثرها حيًا فينا ما حيينا.