اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وأكدت الملكة رانيا العبدالله، خلال مشاركتها، في قمة الويب المنعقدة في قطر، على أن الواقع الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي، نقل الحرب على قطاع غزة بتفاصيلها المرعبة ولحظاتها الدموية.
وأضافت “أتردد مرات عديدة في مشاهدة ما وراء هذه التحذيرات، فبعد أكثر من ۱۴۰ يوماً من الحرب أعلم تماماً ما ينتظرني: لقطات مروعة للحياة والموت من ذلك المكان الذي أصبح الأكثر بؤساً في عالمنا. رضع تغطي أجسامهم حروق موجعة، أطفال استبدلت أطرافهم بضمادات غارقة بالدماء، وأمهات يكشفن الأكفان عن وجوه ملائكية لقبلة وداع أخيرة”.
وقالت “أعتقد لبرهة، وأنا أقلب مشاهد تلك الحرب التي خلت من الرحمة، أن الحال لن يزداد سوءاً… إلا أنه يتفاقم. يهوي مقياس الإنسانية إلى مستويات جديدة. أفعال لا يمكن تصورها… أصبحت أموراً اعتيادية: مستشفيات تتعرض للقصف، أماكن عبادة تُدمر، مدنيون يقتلون وبأيديهم الرايات البيضاء.”
وأضافت “سواء على الإنترنت أو أرض الواقع، لم تخدم المعايير المبهمة الفلسطينيين يوماً. انظر إلى الأسس العالمية لحقوق الإنسان، القانون الدولي، والقيم العالمية للمساواة والعدالة، ستجد أن بعض المبادئ الأساسية تُعرّف من جديد لتبرر مستوى من العنف لا يمكن تبريره إطلاقاً.”
وتساءلت “لماذا يُشجب قتل البعض لكن يبرر قتل آخرين؟ لماذا يعتبر حرمان طفل من الطعام جريمة، في حين يعتبر تجويع مليون طفل غزي نتيجة مقبولة للحرب؟ وما فائدة تغيير الاعتقادات إن لم نستطع تغيير الواقع؟ لماذا يجب اختبار إنسانية الفلسطينيين؟ لماذا على البعض أن يعمل على قدم وساق لنيل التعاطف، في حين يقدم للآخرين بلا مقابل؟ وما أهمية إيمان الملايين بأنك قد تعرضت للظلم، إذا سُمح للظلم بالاستمرار؟”
وقالت “لم يكن أهل غزة يوماً أكثر ارتباطاً بالعالم من أي وقت مضى – لكنهم لم يكونوا أكثر عزلة في الوقت ذاته. قُطعت عنهم سبل الماء والغذاء والدواء والوقود وكل ما يلزم لاستمرار الحياة، لكنهم استمروا في استخدام هواتفهم للوصول إلينا.”
وأضافت “قد حلم الفلسطينيون بذاك اليوم الذي سيخبرون فيه قصتهم للعالم. واليوم أصبح صوتهم مسموعاً بوضوح، لكن بأي كلفة؟” مشيرة إلى أن “الدعم الجماعي جاء على حساب القتل الجماعي.”
وشددت الملكة رانيا “نحن بحاجة لوقف لإطلاق النار. وقف للدمار، وقف للنزوح.. ووقف للحرمان المتعمد. يجب على هذه الحرب أن تنتهي الآن. العرقلة المتعمدة لدخول المساعدات يجب أن تنتهي. وعلى الرهائن والمعتقلين من كلا الطرفين أن يعودوا إلى بيوتهم”.
وقالت “لكن هذه هي البداية فقط. فالفلسطينيون يريدون ما يعتبره أغلبنا حقوقاً بديهية: حقهم في تقرير المصير، القدرة على حكم أنفسهم بكرامة وأمان. والتحرر من الاحتلال. ولا يمكن تحقيق أي من ذلك، دون دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل”.
وأكدت “علينا أن نُصر على عالم حيث السلام والكرامة والحرية هي حقوق بلا منازع. لأجلكم ولأجلنا… ولأجل شعب فلسطين. لأن قصتهم هي جزء من قصتنا. وفي وقوفنا معهم، نقف مع أنفسنا أيضاً.”
وقالت “لوقت طويل، تم تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم ومصداقيتهم… وتم تحويلهم إلى شعب يمكن استباحته دون عواقب. تم تجاهل واقعهم كشعب تحت الاحتلال، وتشويه مجتمعهم المتنوع من أطباء وأساتذة وناشطين، وسحق وتجريم محاولاتهم العديدة للمقاومة غير المسلحة – من حملات الإضرابات والعصيان المدني التاريخية إلى مسيرة العودة الكبرى في غزة.”
وأضافت “أفعال الحرب لا تكون دائماً واضحة على هيئة قصف جوي أو كمين أو عملية اختطاف. أحياناً، يأتي العنف على صورة حصار مطبق يمتد لأكثر من سبعة عشر عاماً، أو عقود من عمليات القتل اليومية. يأتي على شكل نقاط تفتيش أو جدار عازل أو عنف من مستوطنين مسلحين أو اعتقالات بلا سبب واهانات لا تنتهي تحت وقع احتلال .”
المصدر: نساء FM