ساعدي طفلك على التكيف مع التغيرات الكبيرة.. ولكن كيف؟

تعتبر التغييرات الكبيرة في الحياة أمر لا مفر منه، وهذا قد يجعل من الصعب على الأطفال أو المراهقين إدارتها، إذ إن التجارب الجديدة مثل الطلاق أو الانتقال أو الالتحاق بمدرسة جديدة أو حتى الترحيب بطفل آخر في البيت؛ قد تكون مخيفة بالنسبة له.

ويحتاج الأطفال في التغييرات الحياتية الكبرى إلى دعم إضافي لمعالجة مشاعرهم وفهم التغيير والتكيف معه. فكيف يستطيع الأهل مساعدتهم في تحقيق ذلك؟

من جانبها تقول المتخصصة النفسية الدكتورة سلام عاشور: التكيف مع التغيرات الكبيرة في الحياة يمكن أن يكون صعبا على الأطفال، حيث من الممكن أن يشعروا بالخوف أو الغضب أو الحزن، وقد تؤثر التغييرات التي يواجهها الأطفال على عواطفهم وسلوكهم وصحتهم العقلية.

وقد يتغير سلوكهم أيضا فيصبحون أكثر عدوانية أو انطوائية، وربما أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات؛ مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب.

2-يمكن أن تؤثر التغيرات التي يواجهها الأطفال على عواطفهم وسلوكهم وصحتهم العقلية-(بيكسلز)
قد تؤثر التغيرات التي يواجهها الأطفال في عواطفهم وسلوكهم وصحتهم العقلية (بيكسلز)

ساعدي طفلك خلال الأوقات الصعبة

ولكن من المهم اتباع مجموعة من النصائح لمساعدة طفلك خلال هذه الأوقات الصعبة، حسب قول الأخصائية عاشور للجزيرة نت، ومنها:

  • تحدثي إلى طفلك عن التغيير: اشرحي ما يحدث لطفلك بلغة مناسبة لعمره، واسمحي له بطرح الأسئلة وقومي بالإجابة عليها بصدق.
  • ساعدي طفلك على فهم التغيير: اشرحي سبب حدوث التغيير لطفلك وما سيحدث بعد التغيير.
  • كوني حاضرة من أجل طفلك: فأخبريه أنك موجودة من أجله، وأنك ستساعديه على التكيف مع التغيير. واحرصي على منحه الحب الذي يحتاجه.
  • ساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره: فدعيه يعبر عن مشاعره بطريقة صحية، ويمكنك مساعدته بالاستماع إليه وتقديم الدعم العاطفي له.
  • قدمي لطفلك فرصا للاستعداد للتغيير: فعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك ينتقل إلى منزل جديد، فيمكنك مساعدته في تنظيف غرفته وترتيبها.
  • كوني صبورة: فقد يستغرق الأمر بعض الوقت ليتكيف طفلك مع التغيير، فكوني صبورة ومحبة وداعمة لطفلك في الأوقات الصعبة.
  • فرصة التعرف: فإذا كان طفلك ينتقل إلى مدرسة جديدة، فيمكنك مساعدته في التعرف على المدرسة الجديدة والطلاب والمعلمين.
  • بناء مهارات التأقلم: تذكري دائما أنه من خلال تقديم الدعم والتوجيه لطفلك يمكنك مساعدته على التغلب على خوفه من التغيير من خلال بناء مهارات التأقلم الصحية.
    المتخصصة النفسية في مجال ذوي الحاجات الخاصة الدكتورة سلام عاشور (الجزيرة)عاشور: اشرحي سبب حدوث التغيير لطفلك، واشرحي له ما سيحدث بعد التغيير (الجزيرة)

درجة التأثير والشدة

وبدوره يقول المستشار التربوي الدكتور عايش نوايسة: لا شك في أن التغييرات السلبية في حياة الأطفال -أيا كان نوعها- تترك أثراً في حياتهم ونشأتهم، ولكن الاختلاف يكون في درجة التأثير والشدة، فعادة ما يكون للتغيرات الاجتماعية مثل طلاق الوالدين أو اليتم أثر كبير في حياة الطفل، وعادة ما تفقده التوزان النفسي والاجتماعي والعاطفي خاصة في ظل غياب التوجيه والرعاية لغياب دور الأسرة المركزي في تحقيق هذا التوازن، وغالبا ما يكون الأثر بوجود الطفل في محيط غير مناسب لعمره ومرحلته النمائية.

مساسويؤكد نوايسة للجزيرة نت، أن هذا الأمر يتطلب دورا أكبر لمؤسسات الرعاية الاجتماعية والمؤسسات التربوية في توفير برامج مناسبة تعيد التوازن للأطفال، وتعيد دمجهم في المنظومة الطبيعية للمجتمع؛ لأنها إذا لم تقم بهذا الدور فسيجد الطفل نفسه في محيط سلبي لا يناسب عمره ولا مرحلته النمائية. والأمثلة كثيرة على ذلك مثل تعاطي المخدرات والتسول والتشرد وعمالة الأطفال وغيرها.

تغيرات طبيعية سهلة

ويقول نوايسة: هناك تغيرات طبيعية يسهل التعامل معها لأنها لا تمس الجانب العاطفي أو الاجتماعي والنفسي، مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو بيئة جديدة، فهذه تحتاج إلى مستوى من التأقلم فقط. ويسهل على المختصين الاجتماعيين والأسر والمربين تحقيق هذا لأنه تغيير إيجابي غير مرتبط بتغييرات نفسية سلبية تسبب خللا في عمليات النمو الطبيعي للأطفال.

ويتابع أن الأهم للأهل هو التعامل مع التغييرات المرتبطة بنمو الأطفال ودخولهم في مرحلة المراهقة، فهذه تتطلب رعاية خاصة وتواصلا وتنسيقا مع المعنيين في المؤسسات التربوية لأنها تشكل مرحلة حرجة عند الأطفال، وتحتاج إلى نوع من الرعاية الخاصة سواء من الأهل أو من التربويين في المدارس والمؤسسات التربوية ودور الرعاية وغيرها.

ويرى أن الالتفات دوما لطبيعة التغييرات التي تلامس حياة الأطفال من قبل الأهل تعد ركيزة هامة في عملية التربية وأسلوب توجيههم الصحيح نحو السلوكيات المرغوبة والمرتبطة بثقافة المجتمع وقيمه وعاداته وعقديته.

4-هناك الكثير من كتب الأطفال المكتوبة لمساعدة الأطفال على التعامل مع التغيرات الحياتية الكبرى -(بيكسلز)
هناك الكثير من كتب الأطفال لمساعدة الأطفال على التعامل مع التغيرات الحياتية الكبرى (بيكسلز)

إستراتيجيات التهدئة

ويقدم موقع “بيغ لايف جورنال” عدة إستراتيجيات تهدئة للطفل من شأنها مساعدته على الشعور بالأمان والتكيف وبناء المرونة مع التغييرات الكبيرة في الحياة، ومنها:

  • امنحيهم الوقت للاستعداد مع بعض التغييرات، مثل الموت غير المتوقع لأحد أفراد الأسرة، فالاستعداد غير ممكن، ولكن عندما يكون الاستعداد خيارا، فأعطِ طفلك الكثير من التحذيرات بأن هناك تغييرا كبيرا قادما، وهذا يتيح له الوقت لمعالجة التغيير والبدء بتقبله.
  • اقرئي كتبا عن التغييرات الكبيرة في الحياة؛ فهناك الكثير من كتب الأطفال المخصصة لمساعدتهم على التعامل مع التغييرات الحياتية الكبرى، ومنها الطلاق وقدوم طفل جديد.
  • حافظي على الروتين كما هو عندما يحدث تغيير كبير، فمن المهم أن تمنحي طفلك أكبر قدر ممكن من الثبات. ابذلي قصارى جهدك للالتزام بجدولك وروتينك المعتاد ولا تحدثي أي تغييرات إضافية قد تزيد من إزعاج طفل.
  • تحدثي عن التغييرات الأخرى؛ فناقش أو ارسمي مسار حياة طفلك الآن وما هي التغييرات التي حدثت بالفعل، وكيف ستؤثر عليه.. قد يبدو الأمر مخيفا الآن، لكنك أنت وطفلك ستتكيفان مع التغيير معا.

المصدر : الجزيرة