اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في ظلّ الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يومياً في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تُطالب نساء في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، بوجوب تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية بحق مجرمي الحرب، ووقف إطلاق النار فوراً. كما يُطالبن كل المؤسسات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وتقول سعاد صالح العلي، المتحدرة من قرية أم الفرج التابعة لقضاء عكا، والمقيمة في مخيم عين الحلوة: “نتابع نشرات الأخبار على مدار الساعة، ونشعر بالعجز أمام هول المشاهد التي نراها يومياً، ولا نعرف كيف يمكننا مساعدة أهلنا في غزة. أقل ما يمكن القيام به هو المشاركة في التظاهرات من أجل إيصال صوتنا إلى المعنيين، على أمل أن يضغطوا على الاحتلال بهدف وقف الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة، ولنعبر عن حزننا لما نراه. تخطى العدو الخطوط الحمر”.
تتابع: “نحزن لأننا لا نستطيع القيام بشيء. يجب أن نكون يداً واحدة لمحاربة هذا الاحتلال الإسرائيلي. أقل ما يمكن القيام به لأهل غزة هو الإسناد المعنوي من خلال التظاهرات”.
من جهتها، تقول سميرة أبو سالم المتحدرة من بلدة صفورية في قضاء الناصرة، وهي من أكبر بلدات الجليل، والمقيمة في عين الحلوة: “هذه الحرب هي حرب إبادة جماعية، وهي أطول حرب منذ النكبة عام ۴۸٫ العدو الصهيوني يدمر كل شيء في غزة. نشعر بأنها حرب ضد الأطفال والنساء، وليس ضد المقاتلين كما يدعي الاحتلال.
ومن أجل نصرة أهالي غزة، يجب إقامة وقفات تضامنية باستمرار. نخشى أن يعتاد الجميع المشهد. لكننا توقفنا عن تنظيم تظاهرات لأسباب عدة، من بينها الوضع الأمني في المخيم. في الآونة الأخيرة، شهدنا إطلاق نار في المخيم أدى إلى سقوط قتيل. في هذا الإطار، يمكن الاستعاضة عن التظاهرات بالندوات المؤيدة لأهلنا في غزة، وتلك التوعوية حول القضية الفلسطينية وما حل بالفلسطينيين منذ النكبة”.
تتابع: “نطالب الدول العربية بمساعدة الفلسطينيين من خلال دعمهم بالسلاح، حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم. بعض الدول تشهد تظاهرات دائمة تضم آلاف الناس دعماً للشعب الفلسطيني. هذا كله مفيد، لكننا نريد دعم الدول أيضاً”.
إلى ذلك، تقول أحلام الصالح المتحدرة من قرية الناعمة الواقعة في شمال شرق مدينة صفد، والقاطنة في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان: “كوني امرأة فلسطينية، سواء كنت أعيش في الشتات أم في الداخل، نعيش المعاناة ذاتها رغم اختلاف الظروف. طبعاً، ما يحصل اليوم في غزة تجاوز كل القيم الإنسانية.
الإنسان لا يستطيع تحمل مشاهد الإبادة الجماعية بحق المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن. ترينا المرأة الفلسطينية مدى قدرتها على التحمل والصبر أمام ما يحدث. المرأة الفلسطينية لها دور كبير في هذه المعركة كونها شقيقة الشهيد، وأمه، وزوجته، وحاضنة لليتامى. نحن نرى مدى معاناتها وهي تحمل نعش ابنها، أو تنتشله من تحت الأنقاض، كما نراها في عمليات الإنقاذ وهي تسعف الجرحى، وتواجه الموت، وتدافع عن بيتها وتطهو الطعام لعائلاتها. فالمرأة الفلسطينية تقوم بكل الأدوار. من التراب تعد الطعام، ومن الملابس تصنع الضمادات، وتداوي الجرحى، وتدفن ابنها. هذا المشهد هو الأقسى على المرأة. ومع تكرار مشاهد الإبادة على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تُبكي حتى الحجر، لم يتحرك الناس من أجل الضغط لوقف الإبادة الجماعية في غزة”.
تضيف: “للمرأة الفلسطينية في الشتات دور مهم في توعية الناس حول القضية الفلسطينية، وذلك من خلال إقامة ندوات، واستمرار الدعم والتحركات”. وتوضح أنه “يجب أن تتواصل التحركات الداعمة وليس فقط في حال حصول مجزرة. فكل ساعة في غزة تشهد مجزرة، مع كل استهداف للمدنيين. يجب أن تكون تحركاتنا لنصرة غزة دائمة ويومية”. تضيف: “يجب علينا في الشتات أن نقوم بتحركات داعمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – أونروا، بعدما اتهمها كيان العدو بأنها منظمة إرهابية، كونها الشاهد الوحيد على النكبة الفلسطينية”.
المصدر: شفقنا