اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ولكن، ما هواجس ما بعد الولادة؟ وهل تبالغين في فحص طفلك طوال الليل للتأكد من تنفسه؟ أم جال بخاطرك تصورات بأنه سيسقط من بين ذراعيك، بينما تلعبين معه وتدفعينه لأعلى؟
تُعرّف مواقع “فري ويل فاميلي” و”نيوز ميديكال” و”هيلث لاين”، هواجس ما بعد الولادة بأنها هواجس طبيعية تصيب ۷ من كل ۱۰ سيدات، ويمكن وصفها بأنها مجموعة من الأفكار المزعجة والخواطر السيئة والصور غير المرغوب فيها، والتي تتبادر إلى الذهن بشكل متكرر.
وتدور حول أشياء مرعبة تصيب الطفل، إما عن طريق الخطأ أو عن قصد، مثل تخيل سقوطه من أعلى الدرج أو اختناقه تحت الماء في حوض الاستحمام أو صور ثابتة ومتكررة للطفل وهو ميت، وغيرها من السيناريوهات السيئة التي قد يتعرض لها الطفل وهو معك أو مع غيرك.
تخجل بعض الأمهات من البوح بمثل هذه الأفكار التي تأتي دون سابق إنذار، ويفضلن ألا يطلبن المساعدة خوفا من التشكيك في أمومتهن أو الحكم على سلامتهن العقلية، ويشعر بعضهن بالتوتر والخوف على الطفل.
المتخصصة في علم النفس السريري دكتورة كارولين بويد طمأنت كل أُم تعاني من هذه الهواجس بالقول، “أنت لست وحدك”، وتوضح لصحيفة “دايلي ميل” البريطانية أن هذه الهواجس منتشرة وتعرف باسم “الأفكار المتطفلة”، وهي إحدى علامات خوف الأم على طفلها والقلق تجاه إصابته بأي مكروه، وعلى الفور يقوم الدماغ بخلق مثل هذه الأفكار لتنبيه الأم إلى خطر محتمل.
ووفق بويد، إذا كانت الأم تحمل سكينا أو كانت بالقرب من بعض السلالم أو نافذة مفتوحة، فإن الدماغ يتعرف على هذه الأشياء كتهديد محتمل للطفل، مما يدفعها إلى توخي الحذر والحفاظ على سلامة طفلها. فمثلا، إذا كانت الأم قلقة بشأن تدحرج عربة طفلها وسط حركة المرور، فإنها ستمسك بالعربة بشكل أكثر حرصا وإحكاما.
وتلفت المتخصصة في علم النفس إلى ضرورة الانتباه وعدم الخلط بين الأفكار المتطفلة وذهان ما بعد الولادة الذي يهيئ للأمهات سماع أصوات تأمرهن بإيذاء أنفسهن أو إيذاء أطفالهن، ويعتقدن أن هذه الأوهام حقيقية، ولا يدركن أنهن لسن على ما يرام، في حين أن الأمهات اللواتي يعانين أفكارا متطفلة يعترفن بأن هذه الأفكار خارج نطاق التفكير الطبيعي، ويشعرن بالانزعاج والتوتر منها.
تتداخل العديد من الأسباب والعوامل التي تساعد في ظهور هذه الهواجس، بحسب تقرير نشره موقع “لانساستر جينرال هيلث” ومنها:
حاول الباحثون دراسة هذه الهواجس وعلاقتها بالوسواس القهري بعد الولادة، ومنها ما أكدته دراسة كبيرة لقسم الطب النفسي بجامعة بريتيش كولومبيا الكندية عام ۲۰۱۹ أن هذه الخيالات المزعجة حول إيذاء الأمهات الجدد لأطفالهن، هي ظاهرة طبيعية وشائعة بين جميع الأمهات تقريبا، ويطلق عليها “الأفكار المتطفلة” لأنها تتعارض كليا مع القيم وما يُعتقد أنه صحيح.
وبحسب الدراسة، نشرت في عدة مواقع منها “إن سي بي آي” و”تودايز بارنت”، والتي أجريت على ما يقرب من ۸۰۰ من الأمهات الحديثات، أفاد ۷۰% بأن لديهن أفكارا متطفلة غير مرغوب فيها تجاه أطفالهن، وأشار ۵۰% منهن أن لديهن أفكارا متطفلة لإيذاء أطفالهن عن قصد.
وعلقت المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة بقسم الطب النفسي بجامعة بريتيش كولومبيا، دكتورة نيكول فيربروزر قائلة، بأن النساء اللاتي يعانين من هذه الأفكار أقل إقبالا على إيذاء أطفالهن.
ومع ذلك فإن نسبة تتراوح بين ۲% إلى ۲۴% تزيد أفكارهن المزعجة على الحد الطبيعي بشكل يؤثر على رفاهية الأم والمولود حتى تتطور إلى اضطراب الوسواس القهري الذي يعزز ارتباط الأمهات بأطفالهن بشكل مفرط أو يدفعهن إلى المبالغة في الابتعاد خوفا من أفكارهن السلبية، وفق موقع “ميد”.
ويتفق أستاذ علم النفس في جامعة كارولينا الجنوبية جوناثان إبراموفيتز والمشارك في الدراسة، أن الأفكار المتطفلة تنتشر عالميا بين كل الأمهات والآباء الجدد تقريبا، ويوضح أنه تحدث مع أمهات لديهن أفكار حول رمي أطفالهن من النوافذ أو وضعهم في الميكرويف.
كما تخيلت إحداهن نفسها وهي تُغرق طفلها في حوض الاستحمام، وتصورت أخرى أن شخصا يسرق طفلها بينما تتجول في الشارع حتى كادت تصرخ، مضيفا أن هذه الحالات هي لأمهات طبيعيات لا يعانين من أي اضطراب يذكر، بحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
يقدم مركز الرعاية الصحية بولاية بنسلفانيا الأميركية مجموعة من النصائح للحد من الأفكار المتطفلة بعد الولادة ومنها:
المصدر: الجزیرة