اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
والحقيقة أن احتجاج ابتهال أقام علينا الحجة في ضرورة تبصرنا واكشافنا التواطؤ اليومي في حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ ما يقارب العامين، في الوقت الذي يعمل بعضنا في مثل هذه الشركات الضخمة ويشارك في تصميم البرمجيات الحديثة التي تسهل قتل أطفلنا في غزة، ويشارك من تبقى باستخدام منتجات هذه الشركة بعلم أو دون علم باشتراكها في جرائم الإبادة.
بعد احتجاجها، خرجت ابتهال عبر منصات التواصل الاجتماعي تؤكد على أمرين، أولهما:وجوب مقاطعة منتجات مايكروسوفت حتى تبني المبادىء الإنسانية وإقناع الأهل والأصدقاء ومن يحيطون بنا بضرورة مقاطعتها، ثانيًا: يجب على أي موظف يعمل في أي شركة تنتهك المبادئ الإسانية وحقوق الإنسان أن يرفعوا أصواتهم مطالبين إياها بالتوقف عن الاشتراك بجرائم الإبادة والاحتجاج عليها.
وذكرت أبو السعد أنها قررت الاحتجاج والخروج عن صمتها والحديث بعدما اكتشفت أن شركة مايكروسوفت كانت تشارك في تطوير تقنيات تُستخدم في دعم جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن الشركة أبرمت عقدًا مع وزارة الدفاع الإسرائيلية بقيمة ۱۳۳ مليون دولار لتخزين بيانات ضخمة عبر خدمة “مايكروسوفت أزور”، التي تسهل مراقبة الفلسطينيين واستهدافهم.
مايكروسوفت هي أكبر خمس شركات عالمية من أمثال جوجل وميتا وآبل المصنعة للتكنولوجيا والبرمجيات التي أسسها كل من بيل غيتس وبول ألين في عام ۱۹۷۵ في ديدموند في الولايات المتحدة الأمركية، ومن أهم منتجاتها: إكس بوكس، كو باليوت، كاندي كراش، تيمز، أوت لوك، المصمم، وغيرها العديد من البرامج الأخرى التي تحقق نسبة أرباح فصلية تقد بـ ۶۹ مليار دولار.
والسؤال هنا لماذا علينا مقاطعة هذه الشكرة ومناهضتها ورفع أصواتنا احتجاجًا عليها؟ العلاقة بين مايكروسوفت ودولة الاحتلال علاقة ممتدة وطويلة، إذ أن أول مركز بحثي أسسته الشركة خارج الولايات المتحدة كان في الأراضي المحتلة عام ۱۹۹۱٫ إضافة إلى التعاون والاستثمار في التقنيات العسكرية الخاصة بجيش الاحتلال.
في عام ۲۰۰۲، عقدت مايكروسوفت صفقة على مدار ثلاث سنوات بقيمة ۱۰۰ مليون شيكل (حوالي ۲۶ مليون دولار حاليا) مع حكومة الاحتلال، وكانت الصفقة الأكبر من نوعها للكيان الصهيوني في ذلك الوقت، وجزءا من التعاقد وافقت الشركة على تقديم عدد غير محدود من منتجاتها لصالح جيش الاحتلال ووزارة الدفاع، مع تبادل واسع للمعلومات. كما أن جيش الاحتلال استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لشركتي “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي” ارتفع في مارس ۲۰۲۴، بنحو ۲۰۰ ضعف مقارنة بما قبل ۷ أكتوبر ۲۰۲۳٫
زوّدت “مايكروسوفت” جيش الاحتلال الإسرائيلي بخدمات حوسبة وتخزين بيانات إضافية بعد السابع من أكتوبر ۲۰۲۳، وقدرت كمية البيانات المخزنة لجيش الاحتلال على خوادم “مايكروسوفت” إلى أكثر من ۱۳٫۶ بيتابايت بين شهري مارس/ آذار ويوليو/ تموز ۲۰۲۴، أي ما يعادل الضعف مقارنة بالفترة السابقة. كما أبرمت عقودا بملايين الدولارات لتقديم الدعم الفني.
ويستخدم الجيش الإسرائيلي منصة “مايكروسوفت أزور” لتجميع معلومات يتم الحصول عليها عبر عمليات “مراقبة جماعية”، تشمل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصوتية التي يتم تحويلها إلى نصوص مترجمة. ومن خلال “مايكروسوفت أزور” أيضًا تستخدم تقنيات البحث السريع عن مصطلحات محددة في كميات هائلة من النصوص، وهذه التقنية تتيح، على سبيل المثال، تحديد موقع أشخاص يوجهون بعضهم البعض إلى أماكن معينة، عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية.
وقدمت مايكروسوفت قدمت منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر ۲۰۲۳، دعمًا تقنيًا مباشرًا للجيش الإسرائيلي بلغت قيمته ۱۰ ملايين دولار عبر منصتها السحابية “Azure” وذلك ضمن عقود تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات، ويشمل هذا الدعم: خدمات إدارة البيانات، تطوير أنظمة الاستهداف، تعزيز تقنيات المراقبة.
كما توفر مايكروسوفت أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة، منها نظام “لافندر” الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف القصف، وسط اتهامات باستخدامه في استهداف المدنيين، كما وفرت الشركة تقنيات مراقبة بيومترية لتعقب الفلسطينيين.
وقدمت مايكروسوفت قدمت منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر ۲۰۲۳، دعمًا تقنيًا مباشرًا للجيش الإسرائيلي بلغت قيمته ۱۰ ملايين دولار عبر منصتها السحابية “Azure” وذلك ضمن عقود تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات.
استحوذت مايكروسوفت على العديد من الشركات الناشئة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي بعض الأحيان استعانت بفِرَق تلك الشركات، واستثمرت فيها مثل شركة “AnyVision”، وهي من أشهر الشركات الإسرائيلية التي تزود دولة الاحتلال بالكاميرات وبرمجيات التعرف على الوجوه لفرض الرقابة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية .
كما استحوذت مايكروسوفت على شركات إسرائيلية تعمل في مجال الأمن السيبراني، مثل شركة “Aorato” عام ۲۰۱۴ مقابل ۲۰۰ مليون دولار، وشركة “Adallom” عام ۲۰۱۵ مقابل ۲۵۰ مليون دولار، وشركة “Hexadite” عام ۲۰۱۷ مقابل ۱۰۰ مليون دولار، وشركة “CyberX” عام ۲۰۲۰ مقابل ۱۶۵ مليون دولار. كل تلك الشركات تصنع تقنيات للمراقبة والتجسس، وتعتمد على تقنيات عسكرية من جيش الاحتلال الإسرائيلي وتعمل مباشرة معه. أهم المنتجات الرائجة لمايكروسفت
تغلغلت بعض المنتجات تفاصيل حياتنا اليومية دون أن نتنبه في الواقع أنها تساهم في دعم الاحتلال وتقوي آلته التقانية التي تراقب الفلسطيني حتى تتأكد من إصابته بهدف دقيق. ومن أكثر هذه البرامج والمنتجات شيوعًا:
۱- إكس بوكس (بإصداراته المتعددة) وتمثل سلسلة أنظمة ألعاب الفيديو التي أطلقتها مايكروسوفت في ۲۰۰۱، ثم صدر مشغل إكس بوكس ون سنة ۲۰۱۳، وأخيرا إكس بوكس سيريس إكس وسيريس إس في عام ۲۰۲۰٫ وأعنت مايكروسفت عن أحدث إصداراتها في عام عام ۲۰۲۴ إكس بوكس إس- Xbox Series S”، و”إكس بوكس إكس- Xbox Series X”.
۲- كاندي كراش ساغا: هي لعبة طورتها شركة كينغ اشتهرت كثيرا وتم تصميمها لأنظمة أندرويد وآي أو إس وويندوز فون وويندوز ۱۰، وهي رائجة جدًا وتستخدم عن طريق الحاسوب والأجهزة المحمولة. تجاوز عدد مستخدميها النشطين يوميًا في ذروتها ۱۰۰ مليون، تم تحميلها أكثر من ۳ مليارات مرة، وحققت إيرادات إجمالية تجاوزت ۲۰ مليار دولار.
۳- مايكروسوفت كوبايلوت (Microsoft Copilot) هو برنامج دردشة آلي طورته مايكروسوفت وأطلق في ۷ فبراير ۲۰۲۳٫ وهو يعتمد على نموذج لغة كبير، ويمكنه الاستشهاد بالمصادر، وإنشاء القصائد، وكتابة الأغاني. ويشبه أسلوب واجهة المحادثة في برنامج الدردشة الآلية أسلوب شات جي بي تي. كما يمتلك كوبيلوت القدرة على التواصل بالعديد من اللغات واللهجات. وبهذا شركة مايكروسوفت تشارك “إسرائيل” في حرب الإبادة الجماعية على غزة.
المصدر: بنفسج