اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
كخلية نحل يعملن منذ ساعات الصباح الأولى كل واحدة لها مهمة، إذ خصصن للتظاهر يومين فقط، وهن يحرصن على تطريز أكبر عدد ممكن من الخرائط، كما أكدت على ذلك خولة صاحبة المبادرة. تقول لـ”العربي الجديد”: “جاءتني فكرة تطريز الخريطة بعد تساؤلات عدة عما إذا كان الجميع يعرف الحدود الحقيقية لفلسطين قبل الاحتلال، وأين تقع وما هي مدنها الحقيقية”.
لم تجد خولة أي اعتراض من كل المتطوعات، بل بالعكس رحبن بالفكرة وخصصن ساعات طويلة من وقتهن للتطريز، حتى إن بعضهن تعلمن الخياطة والتطريز فقط من أجل المبادرة ونصرة الحق الفلسطيني على طريقتهن.
حرصت خولة وزميلاتها على اختيار الألوان بعناية والتدقيق في أسماء المدن التاريخية الفلسطينية وأماكنها الحقيقية قبل الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لتخليدها في الأذهان وتكذيب الرواية الإسرائيلية بخصوصها.
تقول ريم معاوية، صاحبة الفضاء الثقافي: “خصصت هذا الفضاء تطوعا ومجانا لكل الأنشطة الداعمة للشعب الفلسطيني، ورحبت جدا بمبادرة تطريز الخريطة التاريخية لفلسطين لكي نفند مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بأنه صاحب الأرض”.
في جميع تظاهراتهم ومظاهراتهم الخاصة بفلسطين، يسعى التونسيون إلى اشتراك أطفالهم فيها لإحياء حماسة الأجيال وتمرير حب فلسطين والدفاع عن حقها عبر الأجيال. تقول إقبال الشابي، رئيسة جمعية أدامس، لـ”العربي الجديد”: “خططنا منذ بداية الفكرة لوجود الأطفال ضمن فريق العمل، لأننا نؤمن بمدى أهمية توريث الجيل الجديد، والطفل يجب أن يتعرف على كل تفاصيل القضية الفلسطينية منذ الصغر، وهي فرصة أيضا لتعليمهم التطريز الذي يعد أيضا أحد أهم الموروثات المادية في فلسطين”.
بشغف كبير يشارك الصغار في الرسم والتطريز وسط مجموعة الحرفيات، ويتساءلون أحيانا عن الدول المحيطة بفلسطين، وطورا عن أسماء مدنها التاريخية، وكيف تم احتلالها، فتجيبهم خولة أو إحدى النساء الحاضرات بأجوبة تشفي غليلهم وتزيد حماسهم في تقديم أبسط دعم مادي، لكنه ثمين من ناحية القيمة.
حال الانتهاء من التطريز، ستوزع الخرائط على المدارس وسفارة فلسطين بتونس، ومنها التي ستباع ليتم التبرع بمردودها إلى الهلال الأحمر التونسي، ومنه إلى أطفال غزة ونسائها، حسب ما صرحت به خولة عبدلي.
المصدر : العربي الجدید