اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
متحدثة لأخبار الأمم المتحدة من القدس عبر تطبيق زووم، وصفت المسؤولة الأممية الأثر العميق لمشاهد الدمار والنزوح. وقالت إن النساء في غزة كثيرا ما كنّ يسألنها عن متى ستنتهي الحرب ومتى يمكنهن العودة إلى منازلهن، على الرغم من تدمير العديد من المنازل.
وأشارت إلى أن نساء غزة يواجهن صعوبات يومية في الحصول على الخدمات الأساسية، وتتحمل المرأة أيضا العبء الإضافي المتمثل في رعاية الأطفال والمسنين والأشخاص من ذوي الإعاقة الذين تزايد عددهم بسبب هذه الحرب.
وتحدثت ماريس غيموند عن الجهود التي تبذلها هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدعم النساء في غزة والمنظمات التي تقودها النساء في القطاع والتي قالت إنها تلعب دورا حاسما في دعم المجتمع وقدرته على الصمود. فعلى الرغم من الظروف الصعبة، تواصل هذه المنظمات تقديم الخدمات الحيوية، بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي.
المزيد في الحوار التالي مع السيدة ماريس غيموند، والتي عادت من غزة يوم أمس الثلاثاء بعد زيارة إلى القطاع استمرت أسبوعا. وكانت تلك زيارتها الأولى منذ بداية الحرب.
ماريس غيموند: نعم لقد عدت بالأمس من غزة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أعود فيها إلى القطاع منذ بداية الحرب. آخر مرة كنت هناك كانت في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر. ولقد كانت زيارة مهمة للغاية. انطباعي حول الزيارة هو أننا كنا نشاهد (الحرب في غزة) على شاشة التلفزيون لمدة تسعة أشهر. لدينا فريق في غزة ولدينا شركاء. كنا على تواصل معهم، ولكن لا أعتقد أن ذلك يعطينا الحقيقة الكاملة حتى تجد نفسك محاطا بما أحدثته الحرب في غزة منذ لحظة دخولك القطاع. أنت تتحرك عبر مساحات مختلفة تعرضت لأنواع مختلفة من التدخلات.
تم محو عائلات بكاملها في بعض الغارات الجوية. كل شخص تقابله لديه قصص رهيبة للغاية
من الصعب علي أن أنسى، على سبيل المثال، المرور بأجزاء من خان يونس طالها الدمار. ترى الدمار في كل مكان، ولا يزال بإمكانك رؤية الناس الذين يعيشون في بعض هذه المباني المدمرة. ترى الناس في الشوارع يحاولون الحصول على الطعام أو الماء. بينما أنت تواصل التوغل في القطاع تبدأ في رؤية مساحات شاسعة من الخيام والمساكن المؤقتة، وهي مساحات مكتظة للغاية. قطاع غزة بطبيعته مساحة صغيرة جدا تبلغ ۳۶۵ كيلومترا مربعا يعيش فيها أكثر من ۲٫۲ مليون شخص، وهو الآن يشهد الآن نزوحا إلى مساحة أصغر من أي وقت مضى.
عندما تتجول في المواصي وخان ويونس يكون من الصعب التحرك. تجد نفسك محاطا بأشخاص غالبا نزحوا عدة مرات. بعض الأشخاص الذين تحدثت إليهم نزحوا خمس مرات، والبعض الآخر عشر مرات منذ تشرين الأول/ أكتوبر. كل شخص منهم لديه قصة صعبة للغاية. وقد تم محو عائلات بكاملها في بعض هذه الغارات الجوية. كل شخص تقابله لديه قصص رهيبة للغاية.
© WHO
ماريس غيموند: كان السؤال الأول في كثير من الأحيان: “متى ستتوقف هذه الحرب؟” متبوعا بـ “متى سنتمكن من العودة إلى منازلنا؟” على الرغم من أن المنازل قد تم تدميرها بالكامل في كثير من الأحيان. لكن فكرة القدرة على العودة وإنقاذ جزء من التاريخ لا تزال موجودة لأن منزلك ليس مجرد هيكل؛ فهو يحمل ذكرياتك وذكريات عائلتك وصورك. وكان الأمر صعبا للغاية أيضا عندما يسأل الأطفال: متى ستنتهي هذه الحرب؟ متى يمكنني العودة إلى حياتي وقد استمر هذا الأمر لمدة تسعة أشهر تقريبا؟.
تشرح النساء أيضا واقع الحياة اليومية، ويحاولن الوصول إلى الطعام وغالبا ما ينتظرن في طوابير طويلة. يعد الوصول إلى الموارد مثل الماء والغذاء والخدمات الصحية أمرا صعبا للغاية ويستغرق الكثير من الوقت.
طوال الأشهر التسعة الماضية، ظللن يعشن باستمرار في ظروف الحرب. حتى أثناء وجودي هناك لمدة أسبوع، ظللت أسمع أصوات القصف الجوي والمدفعي وأزيز الطائرات المسيرة. النساء يشعرن بقلق بالغ إزاء ما يخبئه المستقبل لأطفالهن وأسرهن. النساء يعتنين بالأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة. هناك الكثير من الإصابات المرتبطة بالحرب مثل عمليات بتر الأطراف. لقد شهدنا عددا متزايدا لذلك.
© UNICEF/Abed Zaqout
ماريس غيموند: إننا نعمل مع النساء والفتيات، ولكن عليك أن تفكر في المجتمع بأكمله لأن الجميع يتأثرون في نهاية المطاف. لقد ظللنا نعمل أيضا مع وكالات شقيقة أخرى، على سبيل المثال، برنامج الأغذية العالمي. وفي الفترة من شباط/ فبراير حتى آذار/مارس، دعمنا توفير الغذاء للأسر التي تعيلها نساء.
ظللنا نعمل أيضا مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والهلال الأحمر المصري، ومكاتبنا في الأردن ومصر، لجلب مجموعات الكرامة، التي تطلبها العديد من النساء منذ بداية الحرب. قمنا بجلب أنواع مختلفة من الموارد الأساسية. واصلنا أيضا العمل مع المنظمات التي تقودها النساء. ظلت هذه المنظمات على رأس الجهات المستجيبة خلال هذه الحرب. ظلت تقدم خدمات للمجتمعات مثل المرتبات ومجموعات الكرامة والكثير من خدمات الدعم النفسي والاجتماعي.
تخيل أن الناس ظلوا يعيشون في ظروف حرب مستمرة لمدة تسعة أشهر وقد نزح الناس لمرات عديدة. وبالتالي عليك أن تتخيل حجم الصدمة التي يعيشها الرجال والناس والأطفال. وبالتالي هناك تقديم للكثير من هذه الإمدادات الأساسية مثل المراتب.
ماريس غيموند: كافة الجهات العاملة في المجال الإنساني ستخبرك أنه نادرا ما نواجه مثل هذا المستوى من التحديات في محاولة تقديم الاستجابات. سيخبرك الجميع بذلك. ومع ذلك، عندما أنظر إلى المنظمات التي تقودها النساء كما قلت، فهي لا تزال عاملة. إنه أمر صعب للغاية. ما من شيء سهل فيما يفعلونه. ولكن في الواقع، إنه أمر ملهم للغاية أيضا عندما تنظر إلى هذه القدرة على الاستمرار. الكثير من موظفي هذه المنظمات- مثل بقية أفراد المجتمع – تم تهجيرهم لمرات عديدة وتم تدمير مكاتبهم.
مدهش هو العمل الذي تقوم به هذه المنظمات التي تقودها النساء وهي بحاجة إلى مزيد من الدعم كي تتمكن من مواصلة العمل
وعلى الرغم من ذلك، فقد ظلوا يعملون مع المجتمعات. ويعمل بعضهم على توفير مساحات آمنة للنساء. لقد كانوا يقدمون، كما قلت، الخدمات النفسية والاجتماعية، ولكن أيضا مستلزمات الكرامة، حيث يقدمون المنتجات الأساسية مثل المراتب وما إلى ذلك. لذا فهي تخدم مجتمعات النازحين. مدهش هو العمل الذي تقوم به هذه المنظمات وهي بحاجة إلى مزيد من الدعم كي تتمكن من مواصلة هذا العمل المهم للغاية.
© UNICEF/Eyad El Baba
ماريس غيموند: من الواضح أن الحروب تؤثر على جميع أفراد المجتمع. إلا أننا نادرا ما شهدنا هذا المستوى من قتل وإصابة النساء. لقد تحدثنا قبل بضعة أسابيع عن أن أكثر من ۱۰,۰۰۰ امرأة قُتلت. وبالتالي عندما تنظر إلى أعداد الوفيات والإصابات بين النساء، تجد أنها غير مسبوقة. ولهذا السبب فإننا نتحدث كثيرا عن أنها حرب على النساء.
ماريس غيموند: وقف إطلاق النار سيكون مهما للغاية. وأعتقد أن هذه هي رسالة سكان غزة، وأنا أود أن أعزز هذه الرسالة. كل يوم تستمر فيه هذه الحرب لن تجلب سوى المزيد من الدمار والقتل. يجب أن تتوقف. نحن بحاجة إلى الانتقال إلى حل سياسي عادل ومستدام يشمل الجميع.
وقبل أن أنسى أود أيضا أن ألفت الانتباه إلى أمر مهم سمعته من النساء في غزة – وأعتقد أننا بحاجة لسماع ذلك- وهو أن أحد الأشياء التي شعرن بفقدانها، إلى جانب كل شيء آخر، هو أيضا كرامتهن، وهو أيضا أمر في غاية الأهمية.
المصدر: الأمم المتحدة