اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وترصد المهاجرة التونسية في الكتاب، ومن خلال قصتها الشخصية، معاناة كثير من المسلمات المهاجرات في كندا مع مظاهر العنصرية والاضطهاد بسبب الدين واللون والعرق والطبقة الاجتماعية.
ولدت منية ونشأت في تونس، وهاجرت إلى كندا عام ۱۹۹۱٫ وصدر أول كتاب لها عام ۲۰۰۸ بعنوان “الأمل واليأس” (Hope and Despair) وهو يحكي قصة ترحيل زوجها “ماهر عرار” المواطن الكندي من أصول سورية إلى سوريا في إطار سياسة “الحرب على الإرهاب” عام ۲۰۰۲، والتي تبناها الغرب بعد ۱۱ سبتمبر/أيلول ۲۰۰۱، حيث تم تعذيبه واحتجازه بدون تهمة لأكثر من عام، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقا، لكنها خاضت معركة وحملة إعلامية مؤثرة للإفراج عنه ومحاولة إظهار الصورة الصحيحة عنه بعد حملات تشويه السمعة التي طالته بعد هذا الحادث.
في يناير/كانون الثاني ۲۰۰۷، وبعد تحقيق طويل، تلقى زوجها أخيرًا اعتذارًا من الحكومة الكندية وتم تقديم تعويض عن “تجربة فظيعة” تعرضت لها عائلته.
تجيد منية العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وتحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ماكغيل. وعملت في جامعة أوتاوا وتدرس في عدد من الجامعات الكندية.
وعام ۲۰۰۴، شاركت بالانتخابات الفدرالية مرشحة لحزب الديمقراطيين الجدد “إن دي بي” (NDB) وحصلت على أعلى عدد من الأصوات بدائرتها الانتخابية في تاريخ الحزب.
عام ۲۰۱۴، نُشرت روايتها الأولى “المرايا والسراب” عن دار أنانسي. وتم ترشيحها لجائزة كتاب مدينة أوتاوا وجائزة تريليوم بالنسخة الأصلية الفرنسية. وعام ۲۰۱۷، نُشرت روايتها الثانية “الأمل لديه ابنتان” عن دار أنانسي، وتم ترشيحها لجائزة شامبلين للكتاب.
وتحارب منية -من خلال صفحات كتابها الأخير- الصورة النمطية عن المسلمات بأن سبب ارتدائهن الحجاب يؤكد اضطهادهن من قبل المجتمع والزوج الذي يجبرها على ارتدائه.
وتحكي قصة نشأتها في تونس وقرارها ارتداء الحجاب عام ۱۹۹۰، حيث إن المجتمع هناك ذلك الوقت لم يكن يرحب بارتداء للنساء للحجاب.
وواجهت منية رد فعل غريب من أبيها حين رآها ترتدي الحجاب لأول مرة، حيث كانت في طريقها للسوق لتشتري بعض الاحتياجات التي طلبتها منها والدتها، وسألها والدها المتدين في دهشة: لماذا ترتدي الحجاب؟ فقالت: لأني أريد ذلك.
تقول منية “لم يتدخل أبي أبدا في طريقة لبسي رغم تدينه، وأيضا لم ينعكس ذلك التدين على طريقة تعامله مع أمي أو أخي، ولم يحاول أبدا فرض رؤيته الدينية علينا” مشيرة إلى أنه طلب منها بعد ذلك أكثر من مرة خلعه حتى لا تبدو بالمظهر المحافظ الذي كان مرفوضا حينها.
وتواصل منية بين دفتي كتابها سرد أشكال العنصرية والتمييز الذي مورس ضدها، في الإعلام والعمل ووسائل المواصلات وأيضا السياسة.
وتشير في كتابها إلى القانون الذي سنته مقاطعة “كيبيك” مؤخرا لمنع جميع أشكال المظاهر الدينية ب المؤسسات والخدمات العامة والذي كانت المسلمات أكثر المتضررات منه، وتم عزل عدد من المدرسات بمدارس كيبيك وعدد من الموظفات في الأماكن العامة بسبب هذا القانون “العنصري” من قبل المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في كندا.
يُذكر أن الحكومة الكندية عينت، في يناير/كانون الثاني ۲۰۲۳، أول ممثلة خاصة معنية بمكافحة الإسلاموفوبيا (كراهية الإسلام) وهو منصب استُحدث بعد سلسلة هجمات استهدفت المسلمين مؤخرا في البلاد.
وتشغل هذا المنصب الصحفية والناشطة أميرة الجوابي “لتكون مناصرة ومستشارة وخبيرة وممثلة” لدعم وتعزيز جهود الحكومة الفدرالية في مكافحة الإسلاموفوبيا والعنصرية المنهجية والتمييز العنصري وعدم التسامح الديني.
ويبلغ عدد مسلمي كندا أكثر من مليون، وهو ما يشكل ۳٫۲% من عدد السكان الكلي الذي يبلغ حوالي ۳۸ مليون نسمة.
وقد أدت الحوادث المروعة -التي تعرض لها المسلمون في كندا خلال السنوات الأخيرة- إلى ظهور كثير من القصص والسرديات والأنشطة المجتمعية التي تستهدف المزيد من إلقاء الضوء على ظاهرة الإسلاموفوبيا بالغرب وخاصة الموجهة ضد النساء كمسلمات بسبب ارتدائهن الحجاب أو النقاب.
وتواجه المسلمات في الغرب تحديات مرتبطة بمظهرهن الخارجي وخاصة ارتدائهن الحجاب. تلك التحديات تؤثر بالسلب على اندماجهن في المجتمع وخاصة في الفضاء العام: العمل، المدرسة أو الجامعة، الأسواق وغيرها.
كانت الحادثة الأكثر قسوة التي اهتز لها المجتمع الكندي بشكل عام والمجتمعات المسلمة هي قيام شاب كندي أبيض -صيف ۲۰۲۱- بدهس أسرة أفضال الكندية المسلمة ومن أصول باكستانية والمكونة من ۵ أفراد ، وذلك أثناء ممارستهم للمشي اليومي، كما كان حال الكثير من الأسر الكندية خلال كوفيد-۱۹٫ وأدى الحدث لمقتل ۴ من أفراد الأسرة وإصابة أصغر أفراد الأسرة بجروح بالغة.
ووصفت تقارير الشرطة الكندية هذا الحادث بأنه يقع ضمن جرائم الكراهية التي تمارس ضد الأقليات العرقية والدينية بكندا، وأن هذا الحادث يقع ضمن ما يسمى جرائم “كراهية الإسلام” أو الإسلاموفوبيا، خاصة أن اثنتين من أفراد الأسرة كانتا ترتديان الحجاب وهو ما سهل استهدافها.
كما أظهرت تقارير قضائية بعد ذلك أن الشاب القاتل متورط في أنشطة مرتبطة بمجموعات “التفوق الأبيض” المتطرفة المنتشرة في الغرب.
وقبل ۴ سنوات، قتل ۶ مسلمين وأصيب ۵ بجروح في اعتداء على مسجد بمدينة كيبيك.
المصدر : الجزيرة