“ناجيات من الرماد”.. وثائقي حول معاناة النساء في غزة

تم عرض الفيلم الوثائقي القصير “ناجيات من الرماد” بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار ، وهو من إخراج الصحفية الفلسطينية والطالبة الباحثة في الدكتوراه بالمعهد، ناهد أبو طعيمة.

هذا العرض تم تنظيمه بالتعاون بين معهد الصحافة وعلوم الإخبار ومنتدى الإعلاميات التونسيات، ويأتي في سياق تسليط الضوء على القضايا الإنسانية في فلسطين عبر الفن والسينما الوثائقية.

الفيلم والرسالة

يعرض الفيلم، الذي يمتد لعشر دقائق، قصص نساء من قطاع غزة، عايشن ويلات العدوان الإسرائيلي المتواصل. وحمل الفيلم توقيع ناهد أبو طعيمة ككاتبة ومخرجة، بالتعاون مع فارس سباعنة وسنابل قنو في كتابة النص.

ويسعى الفيلم إلى كشف معاناة النساء الفلسطينيات في ظل الحروب الوحشية، مع الحفاظ على السردية الفلسطينية التي تواجه محاولات الطمس والتشويه، وإبراز الصوت النسوي في مواجهة الظلم.

قطاع غزة، الذي يعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، يعيش تحت حصار احتلال إسرائيلي مشدد منذ عام ۲۰۰۷، ويتعرض بشكل دوري لعدوان عسكري خلف مئات الآلاف من الشهداء والمصابين، ودمر البنية التحتية بشكل كارثي.

كما أن النساء الفلسطينيات في غزة تحملن العبء الأكبر من هذا الواقع، حيث يواجهن النزوح القسري، وفقدان الأحبة، وانهيار الحياة اليومية…

شهادات من قلب المعاناة

وفي تصريحها لموزاييك، أوضحت ناهد أبو طعيمة أن الفيلم يتناول واقع النساء اللواتي فرقتهن الحروب وألقت بهن في مستنقع الفقد والتشرد. وتوثق المشاهد قصص النزوح المستمر، والأحلام المحطمة، وفقدان الخصوصية في الحياة اليومية، حيث تتضاعف معاناة المرأة الغزاوية جراء العدوان الإسرائيلي.

وتساءلت أبو طعيمة بجرأة: “لماذا تُركت المرأة في غزة وحيدة في مواجهة القتل والفقد والنزوح؟ وأين الحركة النسوية الليبرالية التي تنادي بحقوق المرأة وحريتها، من النساء الغزيات اللواتي يعشن كفرائس سهلة تحت آلة الحرب الإسرائيلية؟”.

حسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، فإن النساء الفلسطينيات يعانين من انتهاكات متعددة الأوجه، تتراوح بين العنف الجسدي والنفسي، والحرمان من الحقوق الأساسية كالحق في الحياة الكريمة والتعليم والعمل، وهذه المعاناة هي الخلفية التي انطلق منها فيلم “ناجيات من الرماد” ليعيد لفت الأنظار إلى المأساة التي تتحملها المرأة الفلسطينية.

أرقام صادمة

تشير التقارير الدولية العاملة في قطاع غزة إلى أرقام مفجعة، حيث يتم قتل ۶۳ امرأة يومياً خلال الحرب. بالنسبة للمخرجة، فإن هذه الحرب هي حرب على النساء بالدرجة الأولى، وهو ما يتطلب فتح نقاش مجتمعي واسع حول واقع النساء الفلسطينيات وأشكال الدعم المطلوبة لتعزيز صمودهن.

وأعربت أبو طعيمة عن أملها في أن يكون هذا الفيلم انطلاقة لأعمال توثيقية أخرى تسلط الضوء على معاناة النساء الفلسطينيات.

وشددت على أهمية الدعم المحلي والدولي لتمكين المرأة الفلسطينية من استعادة حياتها والمضي قدماً في مواجهة التحديات اليومية الناتجة عن الاحتلال.

عرض “ناجيات من الرماد” في معهد الصحافة هو خطوة ضمن سلسلة مبادرات تسعى لرفع الوعي بقضايا المرأة الفلسطينية، ولتكون السينما الوثائقية نافذة لعرض الحقيقة التي غالباً ما تُغيب تحت وطأة الحرب والسياسة.

يحمل الفيلم رسالة إنسانية قوية تُذكّر العالم بالثمن الباهظ الذي تدفعه النساء في غزة، ويدعو إلى التضامن والعمل من أجل إنهاء معاناتهن وتحقيق العدالة.

المصدر: شفقنا