اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ودشنت الكاتبة مؤلفها الجديد في معرض الدوحة الدولي للكتاب ۳۲، بحضور المهتمين، وعن اختيارها للعنوان تقول للجزيرة نت، التي حضرت حفل التوقيع، “اختياري لعنوان (هذه أنا) جاء لكونه يحمل الكثير من تجربتي الحياتية، وهو أيضا نوع من التحفيز للقراء لمعرفة مَن شعاع، أردت وضع أفكاري وتجاربي في صورة مبسطة للقارئ.
وكانت المؤلفة قد استهلت كتابها بصورة التقطت نهاية العام ۱۹۶۳، وباللونين الأبيض والأسود، حيث تتوسط الطفلة شعاع -وقتها- والدها هاشم وشقيقها علي (يمين)، وجدها عبد الله وشقيقها أحمد (يسار)، منوهة بالرعاية والحب والحنان الذي شملها في كنف جدها.
واشتمل الفصل الأول على مواضع شخصية، منها ولادتها واختيار اسمها، وتأثير والدها على سماتها الشخصية، وتأثير جدها لأبيها على شخصيتها وثقافتها، وكذلك تأثير جدتها المتدينة والمرحة عليها، واستذكرت الكاتبة أطراف الحكايات التي واجهتها في المدرسة، وحياتها الجامعية، وصولا لعملها لمدة ۳۰ عاما في جامعة قطر.
كما تحدثت اليوسف عن عشقها للغة العربية، قراءة وكتابة، وعن فلسفة الأخلاق التي تعتمدها في حياتها، وعن أهمية الذكاء العاطفي الاجتماعي، والكثير من الأفكار التي تعكس تجربتها الحياتية ومن أهمها أثر العبادات والصدقات على الفرد.
ويكشف الكتاب محبة الكاتبة للطبيعة، وزراعة الأشجار والزهور، مما جعل بيتها في العاصمة القطرية الدوحة محاطا بحديقة غناء تجذب الطيور.
أما الجزء الثاني من كتابها، فقد استهلته الكاتبة بما سمته “اكتشافات معنوية انبهرت بها أثناء مسيرتي حياتي”، فضلا عن اكتشافها لأهمية التأمل، وضرورة السماح برحيل الطاقات السلبية المتراكمة في النفس، فضلا عن ملخصات قصيرة لكتبها العشرة، ومنها كتابها “التقاعد بدء حياة جديدة”.
ومن وجهة نظر الكاتبة فإن كتب السيرة الذاتية يحتاج فيها الكاتب للجرأة العالية فمن الصعب للغاية أن يكتب المبدع عن نفسه، وخاصة المرأة، إذ يجب أن يحظى بذاكرة جيدة ليستذكر المواقف التي مر بها، وأن يملك شجاعة عالية في ذكر المصاعب التي واجهها بما فيها ذكر عيوبه أيضا.
وتضيف “كتبت سيرتي رويدا رويدا، قلّبت أحداث حياتي، ومنذ فكّرت بكتابتها بدأت الذكريات تباغتني في كل وقت، وهكذا بدأت أستعيد الأحداث في أزمان وأماكن مختلفة، فقد زرت ۳۳ دولة، جمعت منها خبرات ومعارف وذكريات متنوعة”.
وردا على سؤال الجزيرة نت حول ما إذا كانت قد مزجت بين سيرتها الخاصة مع الحياة العامة، نفت الكاتبة ذلك مؤكدة أن الأمرين منفصلان في الكتاب، تسهيلا على القراء.
وتحدثت الكاتبة عن القصص وذكريات لها مع العائلة والمجتمع، وبيّنت أنها وثّقت في الجزء الأول من كتابها أمثلة ظريفة وطريفة مع العائلة والمجتمع، مشيرة إلى أنها تحب الفكاهة والضحك وسوف يضحك القارئ كثيرا، عند مطالعته بعض نصوص الكتاب.
وقالت “من الذكريات التي غيّرت مسيرتي، أنني كنت أرغب بدراسة الطب، إلا أن أهلي رفضوا سفري إلى الخارج، إذ لم تكن وقتها كلية للطب في قطر، كان لدينا كلية التربية فقط، ولذلك درست التربية وقتها، ثم انتقلت إلى دراسة العلوم، وحصلت على درجة البكالوريوس، ثم تم ابتعاثي إلى بريطانيا لنيل أطروحة الدكتوراه”.
وتُفرد الكاتبة مساحة خاصة لكتب التنمية الذاتية التي قرأتها وطبقت ما فيها، ثم ألفت كتابا عن التنمية الذاتية لاحقا.
وردا على سؤال لماذا يتوجب علينا الاهتمام بالتطبيقات النظرية والعملية المقتبسة من علوم التنمية الذاتية، بيّنت اليوسف للجزيرة نت أنه عادة ما يحاول الفرد التوجه نحو التحرر النفسي، وإلى النمو الروحي والعقلي، بهدف تغيير حياته إلى الأفضل، لكن ذلك لن يتم إلا بتغيير جميع أفكاره ومشاعره السلبية وتحويلها إلى الإيجابية، وهذا هو الجوهر الذي تدور حوله علوم التنمية الذاتية.
وتعتبر الدكتورة شعاع التقاعد بداية جديدة، لهذا وبعد تقاعدها ألفت كتابها “التقاعد بدء حياة جديدة” لشرح كيفية توظيف الفراغ بعد التقاعد بطرق متنوعة.
كما تشرح في مؤلفها المشاكلَ الصحية التي قد يتعرض لها المتقاعد وبعض الهوايات التي يمكن له أن يمارسها ويكون لها جوانب مثمرة في حياته، وهو كتاب نابع من تجربتها الشخصية، والتي توجتها مؤخرا بكتابها “علوم التنمية الذاتية” والذي يتضمن الكثير من المواضيع والتدريبات العملية الخاصة بالتنمية الذاتية التي يمارسها الفرد بنفسه أو من خلال مدرب. كما يتطرق لمواضيع تطور حياة الفرد وفهم جوانبها النفسية والروحية ومحاولة تطبيقها في الحياة.
وحصلت الدكتورة شعاع على الدكتوراه من جامعة نيوكاسل (بريطانيا) عام ۱۹۸۴، كما نالت درجة بروفيسور في علوم التركيب الدقيق للخلايا العصبية الإفرازية عام 2000.
وقد عملت بالتدريس النظري والعملي لعلوم الخلية والأنسجة والتقنيات المجهرية في كلية العلوم والآداب جامعة قطر بين عام ۱۹۷۹ و۲۰۰۸، كما تولت رئاسة تحرير مجلة جامعة قطر للعلوم من ۲۰۰۱ إلى ۲۰۰۳٫
ونالت عدة جوائز منها: جائزة عبد الحميد شومان للعلوم الحياتية للعام ۱۹۹۲ (منفردة على مستوى العالم العربي) من مؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن، وجائزة المرأة المثالية من بيوت الشباب القطرية للعام ۱۹۹۵٫
وألفت عدة كتب علمية، منها مرجع عالمي بعنوان “دراسات حديثة في توزيع الببتيدات العصبية باستخدام كيمياء المناعة الخلوية” نشره المرجع العلمي لعلوم الخلايا ۱۹۹۲ بالولايات المتحدة، و”أطلس التركيب الدقيق للخلايا” وهما باللغتين العربية والإنجليزية. وكتاب “مثلث السموم الأخطر والسموم البيئية”.
ومن مؤلفاتها الثقافية “حضارة العصر الحديث، التقنيات الحديثة فوائد وأضرار” كما ساهمت بتأليف فصل في كتاب “ظاهرة التطرف والعنف” الذي صدر في قطر برعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن مركز البحوث والدراسات.
وفي كتابها “الدائرة” تحدثت عن أهمية الدوائر في حياة الفرد ومنها على سبيل المثال الدوائر السلوكية، مبينة للجزيرة أن الفرد لن يتمكن من العيش إلا من خلال تلك الدوائر التي قد تُفرض عليه أو ربما قد يتمكن من الخلاص من بعضها كدوائر المعتقدات المزيفة التي قد تضر به.
كما صدر لها كتاب “علوم التنمية الذاتية.. ارتقاء بالقدرات البشرية”، وهي من المؤسسين لرابطة التنمية الذاتية القطرية، وتعمل منسقة عامة للرابطة منذ ۲۰۱۲ وحتى الآن.
المصدر : الجزيرة