اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
انتقدت الکاتبة و الإعلامية العمانية فايزه محمد ممارسة الإرهاب من قبل الکيان الصهيوني و قالت ان هذا الإرهاب يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ويُظهر الوجه الحقيقي لهذا الكيان و اضافت فايزه محمد ان اعتماد الكيان الصهيوني على الاغتيال كأداة للإقصاء يعكس منهجية تقوم على القضاء المباشر على أي تهديد سياسي أو عسكري لمصالحه. و فيما يخص بإستهداف المدنيين في إيران اضافت: سقوط هذا العدد الكبير من النساء والأطفال في إيران، يدل بكل وضوح على أن الهدف هو كسر إرادة الشعوب وإرهاب المدنيين وزعزعة استقرار الدول التي تُقاوم مشاريعه التوسعية.
۱٫ «قبل أيام، شهد العالم عدوانًا صريحًا من قبل الكيان الصهيوني ضد إيران وشعبها. برأيكم، لماذا يرتكب هذا الكيان مثل هذه الجرائم ضد المدنيين العزل في غزة ولبنان وإيران؟ وما هو العامل الذي يدفعه إلى مواصلة هذه الاعتداءات بما في ذلك الاغتيالات؟»
– إن الكيان الصهيوني قائم أساسًا على سياسات التوسع والهيمنة وفرض واقع الاحتلال بالقوة، ومنذ زرع هذه الكيان فهو يعتمد على استخدام العنف كأداة لتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية والأمنية. إن استهداف المدنيين العُزّل، سواء في غزة أو لبنان أو إيران، يأتي في سياق سعيه المستمر لإضعاف أي قوة أو إرادة مقاومة يمكن أن تُهدد بقاءه أو تُحدّ من نفوذه. كما أن الإفلات من العقاب والدعم اللامحدود الذي يتلقاه من الولايات المتحدة والغرب يُشجعه على المضي في ارتكاب هذه الجرائم دون رادع حقيقي. من هنا، فإن استمرار هذه الاعتداءات مرتبط بغياب موقف دولي صارم يُلزم هذا الكيان باحترام القوانين الدولية وحقوق الشعوب.
۲٫ «يدعي الكيان الصهيوني أنه حقق أهدافًا مثل وقف البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، لكنه استهدف بوضوح المستشفيات والبنى التحتية والمؤسسات الإعلامية، حيث يشكل الأطفال والنساء نسبة كبيرة من الشهداء. كيف يمكن تفسير هذا التناقض؟ أو بتعبير أدق، ما هو الهدف الحقيقي من هذه الإجراءات العدوانية و اللاإنسانية؟»
– إن هذا التناقض يكشف حقيقة الأهداف الحقيقية لهذا الكيان ومن وراءه الولايات المتحدة، والتي تتجاوز الذرائع المعلنة مثل البرنامج النووي أو البرنامج الصاروخي أو النفوذ الإيراني في المنطقة. لقد كشف العدوان الصهيوني / الأمريكي على إيران على النوايا الحقيقة للأعداء وهذا ما كشف عنه الاستهداف الممنهج للمستشفيات والبنى التحتية والمؤسسات الإعلامية، وسقوط هذا العدد الكبير من النساء والأطفال، وهذا يدل بكل وضوح على أن الهدف هو كسر إرادة الشعوب وإرهاب المدنيين وزعزعة استقرار الدول التي تُقاوم مشاريعه التوسعية. إنها سياسة عقاب جماعي تهدف إلى نشر الخوف والفوضى وشلّ قدرات المجتمع، وصولًا إلى إخضاعه وإجباره على القبول بشروطه. وبمعنى أدق، فإن جوهر هذه الجرائم هو الحفاظ على هيمنة هذا الكيان ومن يقف وراءه، عبر كسر أي صوت أو قوة قد تهدد وجوده أو تحد من نفوذه في المنطقة.
۳٫«وثقت الأمم المتحدة والعديد من منظمات حقوق الإنسان جرائم الحرب التي يرتکبها الکیان الصهيوني، لكن الحكومات الغربية لا تزال تدعمه عسكريًا وسياسيًا. برأيكم، لماذا تفضل الدول الغربية الصمت بشكل عام تجاه هذه الجرائم؟»
– إن صمت الدول الغربية، رغم تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، يعود في جوهره إلى المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التي تربطها بهذا الكيان. فهذه الحكومات ترى فيه حليفًا مهمًا يحمي مصالحها ويحقق لها نفوذًا في منطقة الشرق الأوسط. كما أن اللوبيات الداعمة للكيان داخل هذه الدول تمارس ضغوطًا هائلة على مراكز القرار، فتُغيّب الحقائق وتُبرر الجرائم تحت ذرائع الأمن ومكافحة الإرهاب. وبذلك، يغدو المبدأ الإنساني وحقوق الإنسان رهينة لمعادلات القوة والمصالح، فيما يُدفع ثمن ذلك الشعوب الأعزل التي تواجه وحدها آلة القتل والاحتلال.
۴٫«غالبًا ما تظهر وسائل الإعلام الغربية الکیان الصهيوني على أنه “يدافع عن نفسه”، بينما تتجاهل مذابح المدنيين في غزة ولبنان وإيران وعمليات الاغتيال التي ينفذها هذا الکیان. كيف تحللون هذا الانحياز الإعلامي وما هي وسيلة مواجهته؟»
– إن هذا الانحياز الإعلامي ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة منظومة إعلامية كبرى تملكها وتوجّهها جهات مرتبطة بمصالح سياسية واقتصادية تدعم هذا الكيان وتبرر أفعاله. يُصوَّر دائمًا كضحية يدافع عن نفسه، بينما تُهمّش أو تُشوَّه حقيقة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة ولبنان وإيران. هذا الخطاب يخدم هدفًا واضحًا: كسب التعاطف الدولي وتبرير الانتهاكات أمام الرأي العام الغربي.
أما مواجهة هذا الانحياز فتتطلب الاستثمار في إعلام حر وفعّال قادر على نقل الحقيقة للرأي العام العالمي بلغاته وأساليبه، وتوثيق الجرائم بالأدلة والبراهين، واستخدام أدوات التواصل الحديثة لكسر الاحتكار الإعلامي، إضافة إلى حشد الأصوات الحرة من صحفيين ونشطاء حول العالم لفضح التزييف وكشف الحقائق المخفية.
۵٫«تعترض الولايات المتحدة باستمرار على قرارات الأمم المتحدة التي تدين جرائم الکیان الصهيوني. شاهد العالم کيف غدرت الولايات المتحدة بالدبلوماسية و المفاوضات و دخلت الحرب. كيف يمكن وصف ما يحدث»؟
– ما يحدث يكشف بوضوح ازدواجية المعايير التي تنتهجها الولايات المتحدة في تعاملها مع القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان. فهي تدّعي الدفاع عن الديمقراطية والدبلوماسية، لكنها في الواقع تعترض على أي قرار يُدين انتهاكات الكيان الصهيوني، وتستخدم نفوذها لتعطيل المساءلة، وعندما تفشل أدوات الضغط السياسي، لا تتردد في التخلي عن لغة الحوار واللجوء إلى القوة العسكرية كما حدث مع إيران مؤخرا مع أن المفاوضات كانت جارية. هذا السلوك يوضح أن مواقفها تُبنى على حماية مصالحها وتحالفاتها الاستراتيجية، حتى لو كان الثمن استمرار الاحتلال وجرائم الحرب بحق المدنيين الأبرياء.
۶٫«يمتلك الکیان الصهيوني أسلحة نووية غير قانونية وبدون رقابة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه يهاجم إيران بحجج نووية. ألا يعكس هذا السلوك معايير عالمية مزدوجة؟ كيف يجب على المجتمع الدولي التعامل مع هذه المعايير المزدوجة؟»
– نعم، إن امتلاك الكيان الصهيوني لترسانة نووية سرّية وغير خاضعة لأي رقابة دولية، في الوقت الذي يهاجم فيه إيران بذريعة البرنامج النووي، يُعد أوضح مثال على ازدواجية المعايير التي يعاني منها النظام الدولي. هذا التناقض يقوّض مصداقية المنظومة الأممية ويُضعف الثقة بالقانون الدولي، لأن مبادئ عدم الانتشار والمساءلة تُطبَّق بانتقائية بحسب المصالح السياسية للدول الكبرى.
لذلك، يجب على المجتمع الدولي، إذا أراد حماية مبادئ العدالة والقانون، أن يطالب بتطبيق قواعد الرقابة والشفافية النووية على جميع الأطراف دون استثناء، وأن يُحمِّل الكيان الصهيوني مسؤولية التزامه بمعاهدات عدم الانتشار، أسوة ببقية الدول. كما ينبغي دعم كل جهد دبلوماسي يهدف إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية بشكل عادل ومتوازن، بعيدًا عن هيمنة القوة ومنطق الكيل بمكيالين.
۷٫ «غالبًا ما يستهدف الکیان الصهيوني أهدافًا مدنية تحت ذريعة استهداف مواقع عسكرية. هذا الأمر واضح تمامًا في غزة وقد اعترف به العالم. العدد الكبير من الأطفال الضحايا والمصابين يثبت ذلك. في الهجمات الحالية على إيران أيضًا، يشكل النساء والأطفال والمدنيون غالبية الضحايا. ما هو الهدف الحقيقي للإسرائيليين من هذه الجرائم ضد المدنيين؟»
– إن استهداف الأهداف المدنية تحت غطاء ذرائع عسكرية هو في الحقيقة جزء من استراتيجية مرسومة للكيان الصهيوني، تهدف إلى كسر إرادة الشعوب وتركيع المجتمعات عبر زرع الخوف والرعب. عندما يكون الضحايا في غالبيتهم من النساء والأطفال، فإن الرسالة المقصودة هي بثّ اليأس وإجبار الناس على القبول بالأمر الواقع تحت ضغط الخسائر الإنسانية الفادحة.
إن هذه الجرائم ضد المدنيين ليست أخطاء عشوائية بل سياسة عقاب جماعي تهدف إلى ضرب بنية المجتمع وخلق أزمات إنسانية تُستخدم كورقة ضغط سياسية. الهدف الحقيقي هو تقويض أي مقاومة محتملة وإضعاف روح الصمود الشعبي، وضمان بقاء الكيان متفوقًا عسكريًا ومعنويًا دون أن يواجه مقاومة تهدد مشاريعه التوسعية.
۸٫«برأيك، ما هو الهدف النهائي للكيان الصهيوني من سياساته الحربية والتوسعية؟ وما هو الخطر الذي يهدد جيران هذا الكيان في الشرق الأوسط في ظل سياساته التوسعية والعنيفة؟
– إن الهدف النهائي للكيان الصهيوني من سياساته الحربية والتوسعية هو تثبيت هيمنته العسكرية والسياسية في المنطقة، وفرض أمر واقع يُكرّس احتلاله للأراضي ويمكّنه من السيطرة على الموارد الحيوية والنقاط الاستراتيجية. هذه السياسات تقوم على مبدأ خلق بيئة من الفوضى والردع المستمر لضمان بقاء أي تهديد محتمل ضعيفًا أو منقسمًا أو مشغولًا بصراعات داخلية.
أما الخطر الذي يهدد جيران هذا الكيان فهو مزدوج: فمن جهة يهدد أمنهم واستقرارهم عبر الحروب والاعتداءات المتكررة وعمليات الاغتيال والتخريب، ومن جهة أخرى يسعى لتفكيك وحدة شعوب المنطقة وإشغالها بصراعات جانبية، مما يمنح هذا الكيان اليد الطولى للتحرك دون رادع حقيقي. لهذا فإن مواجهة هذا الخطر تتطلب من دول وشعوب المنطقة اليقظة، وتعزيز التعاون الإقليمي، وبناء قوة رادعة قادرة على حماية السيادة والحقوق المشروعة للشعوب.
۹٫«تتسع الاحتجاجات ضد جرائم الكيان الصهيوني في جميع أنحاء العالم. كيف يمكن تحويل هذا التضامن العالمي إلى ضغط سياسي واقتصادي فعال؟»
– إن الاحتجاجات الشعبية والوعي العالمي المتزايد تجاه جرائم الكيان الصهيوني يمثلان قوة أخلاقية وسياسية مهمة، لكنها لن تتحول إلى ضغط فعّال ما لم تُترجم إلى خطوات عملية ومنظمة. لتحقيق ذلك، يجب توحيد جهود النشطاء والمنظمات الحقوقية للضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف واضحة، وفرض عقوبات اقتصادية أو قيود على الدعم العسكري والسياسي المقدم لهذا الكيان.
كما يجب دعم حركات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) لتُحدث أثرًا اقتصاديًا مباشرًا، إلى جانب تفعيل المسارات القانونية في المحاكم الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم. التضامن وحده لا يكفي إذا لم يُرافقه تنظيم وتحرك مؤسسي متواصل يفرض على صناع القرار في الغرب مراجعة سياساتهم ووقف تواطئهم مع الاحتلال والعدوان.
۱۰٫«يعتقد الكثيرون أن قادة الكيان الصهيوني يجب أن يحاكموا أمام المحاكم الدولية بسبب جرائم الحرب والاغتيالات التي ارتكبوها. لماذا لم يتم اتخاذ أي إجراء جاد في هذا الصدد حتى الآن؟»
– عدم اتخاذ إجراءات جدية لمحاكمة قادة الكيان الصهيوني يعود إلى عوامل متعددة منها النفوذ السياسي الكبير لهذا الكيان على بعض الدول الكبرى، وامتلاكه دعمًا قويًا داخل مؤسسات دولية مثل مجلس الأمن حيث تستخدم هذه الدول حق الفيتو لمنع أي تحرك ضدهم. بالإضافة إلى ذلك، تفتقر المنظومة الدولية أحيانًا إلى الإرادة السياسية الحقيقية لتنفيذ العدالة الدولية بشكل كامل، خاصة عندما تتعارض مع مصالح بعض القوى الكبرى. هذا كله يؤدي إلى إفلات القادة من المحاسبة، رغم الأدلة والوثائق التي تثبت ارتكابهم جرائم حرب وانتهاكات جسيمة.
۱۱٫ «كان الاغتيال أحد الأدوات الرئيسية للكيان الإسرائيلي وأجهزته الأمنية على مدى أكثر من سبعة عقود، خاصة ضد النشطاء والمسؤولين السياسيين والعسكريين في دول مختلفة، خصوصًا المعارضين والمنتقدين. ما سبب اعتماد هذا الكيان على أداة الاغتيال للإقصاء؟ كيف ترون هذا الإرهاب الدولة؟»
– اعتماد الكيان الصهيوني على الاغتيال كأداة للإقصاء يعكس منهجية تقوم على القضاء المباشر على أي تهديد سياسي أو عسكري لمصالحه، خصوصًا أولئك الذين يمثلون مقاومة أو رفضًا لاحتلاله أو لسياساته التوسعية. هذه السياسة تستهدف ترهيب الخصوم وإضعاف حركات المقاومة عبر ضرب قياداتها الرئيسية، مما يُظهر منطقًا قمعيًا وعنيفًا يرفض الحوار أو الحلول السياسية.
هذا الإرهاب من الدولة يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ويُظهر الوجه الحقيقي لهذا الكيان الذي لا يتردد في استخدام العنف خارج إطار القانون لتثبيت نفوذه وسيطرته، بغض النظر عن التبعات الإنسانية والأخلاقية.
۱۲٫ما هو موقفكم على هجمات الكيان الصهيوني ضد إيران وقتل المدنيين؟ ما هي رسالتکم ؟
– نحن كشعوب عربية وإسلامية وحر ندين بكل حزم الهجمات الإجرامية التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد إيران ، والتي تستهدف المدنيين الأبرياء بلا ذنب سوى أنهم يعيشون على أرضهم ويدافعون عن كرامتهم. إن قتل النساء والأطفال وتدمير البنى التحتية ليس دفاعًا عن النفس كما يزعمون، بل جريمة حرب مكتملة الأركان ورسالة رعب وإرهاب تُمارَس بحق شعوب المنطقة كلها، بل أن هذا العدو لم يتورع حتى عن استهداف السجون كما حدث في جريمة قصف سجن إيفين الذي أدى إلى استشهاد عدد من السجناء والإداريين في السجن، فما هو الخطر الذي وجده الكيان الغاصب في هذا السجن حتى يتم استهدافه؟
رسالتنا كشعوب ومثقفين واضحة للعالم: يجب ألا يظل هذا الإجرام بلا عقاب. على المجتمع الدولي أن ينهض بمسؤوليته الأخلاقية والقانونية لوضع حد لهذا العدوان ومحاسبة مرتكبيه، وأن يُسمع صوت الضحايا ويُنصر حقهم في الأمن والكرامة والسلام.
وكالة مهر للأنباء