اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في مشهد يُلخّص حجم المأساة والجريمة ضد الإنسانية في قطاع غزة، تظهر ثلاث نساء وهنّ يتشبّثن بمؤخرة مركبة مكدَّسة بالأمتعة تحت جنح الظلام، باحثات عن مأوى بعيد عن القصف الإسرائيلي على المدينة المنكوبة. الصورة ليست استثناءً، بل انعكاس لحقيقة يواجهها مئات الآلاف من النساء اللواتي اضطررن لترك منازلهنّ بما حملته أيديهن من أثاث وأغطية وذكريات على وقع استمرار العدوان.
اعتقلت الشابة رماء بلوي (32 عاما) من بلدة كفر اللبد قضاء طولكرم بشمال الضفة الغربية، وهي في شهرها الثالث من الحمل، وعاشت عائلتها قلقا مضاعفا عليها بسبب إصابتها بمرض حمى البحر المتوسط (الثلاسيميا)، مما جعل حملها مصنفا بـ"الخطر".
تشهد مراكز نقل الدم في قطاع غزة أزمة حادة تهدد حياة العديد من المرضى، لا سيما مرضى الأورام، ومرضى فقر الدم، والأطفال المصابين بأمراض دم مزمنة، بالإضافة إلى النساء بعد تلقيهن جرعات العلاج الكيميائي. وتعتمد هذه الفئات على وحدات الدم ومكوناته كعلاج أساسي، إذ لا يمكن تقديم أي علاج آخر لهم دون توفر الدم. كما يعدّ الجرحى والمصابون في المستشفيات من أبرز الفئات المتأثرة، حيث يُعطى الدم فور وصولهم كإجراء إسعافي أولي لإنقاذ حياتهم.
يُجبر القصف المكثف والعمليات البرية الإسرائيلية في مدينة غزة العائلات على الفرار مجددًا، دون أي ملاذ آمن. وتُجبر آلاف النساء والفتيات على المخاطرة بحياتهن على طرق غير آمنة بتكلفة باهظة، ليصلن إلى مناطق مكتظة بلا طعام أو رعاية صحية أو مأوى أو مياه نظيفة أو صرف صحي.
ناشدت وزيرة شئون المرأة الفلسطينية، منى الخليلي، "الإثنين" المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للإسراع في توفير الحماية الدولية للمرأة الفلسطينية التي تتكبد الكثير نتيجة مواصلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
يقف الابتزاز بواسطة الذكاء الاصطناعي في مقدمة التهديدات التي يعاني منها المجتمع العراقي، وخاصة فئة النساء. وساهم عدم إقرار قانون للجرائم الإلكترونية حتى الآن في انتشار الظاهرة.
الأزمة المتفاقمة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، تُخلّف أثراً مدمّراً على حياة النساء والفتيات. فمنذ يناير 2025، أدّت العملية العسكرية الإسرائيلية "الجدار الحديدي" إلى تزايد النزوح، وتدمير البنية التحتية، وفرض قيود مشدّدة على الحركة. هذه الإجراءات انعكست بعمق على الحياة اليومية والأمان وإمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية لعدد لا يُحصى من العائلات. أما العبء النفسي فهائل، حيث تعيش الغالبية العظمى من النساء والفتيات في حالة خوف وقلق متصاعدين، إلى جانب المعاناة المباشرة من الحرمان الإنساني.
كانت حرب الإبادة الجماعية في غزة بوصلة النساء، فعكفن على المشاركة في أسطول الصمود الذي يهدف إلى كسر الحصار عن غزة، متوجهًا إليها. فكان تضامنهن مشاركةً وتنظيمًا وقيادةً، وتجسيدًا فعليًا للمقاومة، ولفعل التضامن الذي يتجاوز كل الأجندات السياسية والانتماءات الجغرافية، ممسكًا بشعار الإنسانية والعدالة. أسطول الصمود لم يكن مجرد قافلة بحرية لنقل المساعدات، بل كان تحركًا رمزيًا وشعبيًا عالميًا، شارك فيه العشرات من الشخصيات السياسية، والناشطين الحقوقيين، والفنانين، والأكاديميين من أكثر من 40 دولة حول العالم.
يكابد سكان مدينة غزة ظروفاً هي الأقسى في مراحل النزوح التي عاشوها من قبل، بعدما بدأت القوات الإسرائيلية عملية جديدة في المدينة يتخللها تدمير لبعض أحيائها المدمَّرة جزئياً وتفجير لما تبقى من أبراجها، بعدما دمّرت هذه القوات في أوقات سابقة أحياء أخرى بالكامل، مثل الشجاعية والزيتون والتفاح.